إن العمل الحر من الأمور التي يجب أن تضعها في ذهنك على الدوام، مهما كنت تعتقد أن الوظائف التقليدية في الحياة كفيلة بجعلك سعيدًا؛ سيأتي وقت وتكون فيه حياتك على شفا الانهيار بسبب أي أزمة اقتصادية أو مشكلة كبيرة في القطاع المهني الذي تعمل فيه. الحل دائمًا وأبدًا يكون في العمل الحر يا عزيزي، وهناك مجموعة من المهارات التي يجب أن تتحلى بها لتكون متميزًا في هذا العالم التنافسي بالتحديد.
في السطور التالية سنسلط الضوء سويًّا على أهمية العمل الحر من ناحية، والمهارات اللازمة للتعامل في عالمه بكفاءة وتحصل على العملاء باستمرار، وبالتحديد في البلدان الأجنبية يا عزيزي.
أهمية العمل الحر في البلدان الأجنبية
العملات الأجنبية هي مرادك
في البلدان الأجنبية بشكلٍ عام، العملات الأجنبية هي التي يتم تداولها بحكم كونها عملات محلية في الأساس. وبالنسبة لاقتصادك المحلي السابق في بلدك الأم؛ في الغالب ستكون تلك العملات قوية جدًا مقارنة بما اعتدت على التعامل معه سابقًا. فمثلًا، الدولار الأمريكي أو اليورو أقوى بمراحل من عملات عربية كثيرة، سواء كانت سورية أو مصرية أو لبنانية أو تركية، إلخ.
هذا يفيدك بجانبين. الأول هو أنك إذا كنت مقيمًا في الدولة الأجنبية التي تحاول فيها العمل بصورة حرة من وقتٍ لآخر، ستجد أن المبالغ المأخوذة من العمل الحر وقتها كفيلة بجعل حياتك مستقرة لأنها متوافقة مع اقتصاد بلدك الحالي. بينما إذا كنت تُرسل المال لأهلك وأحبابك في الوطن العربي، فستكون تلك المبالغ كبيرة بالنسبة لهم وتُعطيهم الحياة المريحة التي لم يحظوا بها في السابق غالبًا.
البلدان الأجنبية تشجع على العمل الحر
على عكس البلدان العربية التي لا تهتم إلا بالوظائف الحكومية المرهونة بالعقود والمواعيد الصارمة؛ إن البلدان الأجنبية (وتحديدًا ألمانيا) تشجع بشدة على مفهوم العمل الحر بشكلٍ عام، بل وتضع القوانين التي تضمن حقوق العامل الحر أيضًا.
بالإضافة إلى إمكانية وضع مهنة (عامل حر) في ورقة بيانات فتح حساب بنكي، لأن العمل الحر يعتبر مهنة رسمية عليها ضرائب محدودة جدًا مقارنة بالوظائف الأخرى، بينما في الوطن العربي إما لا يهتمون بالعمل الحر من جهة، أو يضعون عليه ضرائب غير آدمية من ناحية أخرى.
المهارات اللازمة من أجل العمل الحر في البلدان الأجنبية
اعلم حدود تعاملك مع العميل
هناك الكثير من العملاء على مستوى العالم، ملايين الملايين منهم، وكل إنسان له عادات وتقاليد تختلف عن الآخر، وما عليك فعله هو احترام تلك العادات والتقاليد، حتى وإن كانت مخالفة لمعتقداتك الشخصية. لكن لديك كامل الحق في رفض أي عمل يخالف المبادئ الشخصية والدينية التي تسير بها في حياتك.
فإذا أراد العميل أن يُخاطب بـ (حضرتك) طوال الوقت، لا مشكلة أبدًا، خاطبه هكذا باستمرار، ولا تقلل أبدًا منه أو تعتقد صديقك وتُسقط الكُلفة في أي وقت.
انجز العمل في الوقت المحدد
لا تتكاسل يا عزيزي، إن العمل الحر ميدان تنافسي في الأساس. والذي لا تستطيع تقديمه أنت في الميعاد، يستطيع شخص آخر تقديمه بسهولة، وبالتبعية يكسب منك الوظيفة، وكافة الوظائف الأخرى التي قد تأتي بعدها.
والحل هنا هو أنه يجب تكسير المهمة إلى نقاط صغيرة، والعمل على كل نقطة بصورة منفردة حتى تستطيع إنهاء العمل برمته في الوقت المحدد، بل وقبل ذلك حتى. تذكر أن العميل الذي يأخذ عمله بصورة جيدة قبل الوقت المحدد، يكون متسامحًا غالبًا في عدد التعديلات، لأنك تكون قد قدمت العمل بجودة جيدة في وقت أقل من المتوقع، وهذا يرفع من تقييمك الشخصي عنده.