اقتصادالتوصياترأس المال & التمويلعقلية ناجحة
احترام تجربة المستخدم: عن أسرار نجاح شركة أبل بقيادة ستيف جوبز
شركة أبل هي من الشركات الأغنى على مستوى العالم هذه الأيام، وذلك يرجع لنموذج العمل الفذّ الذي تسير عليه. بالطبع نموذج العمل هو عبارة عن كيان تراكيبي عملاق يتكون من عشرات النقاط والمحاور المفصلية التي تجعل منه نموذجًا جديرًا بالإعجاب والاتباع، لكن عند تحليله بالقدر الكافي، سنرى أن هناك محورًا بعينه هو الذي أنشأ الشركة، وضمن استمراريتها في السوق، حتى بعد وفاة مؤسسها.
ذلك المحور هو احترام تجربة المستخدم؛ المبدأ الأول والأخير في حياة المؤسس الراحل ستيف جوبز؛ ومن خَلِفه أيضًا، حتى وصلنا إلى تيم كوك حاليًّا.
ما هي تجربة المستخدم؟
تجربة المستخدم هي التركيز على ما يريده المستخدم في الأساس، وتقديمه إليه بأسهل وأبسط طريقة ممكنة. فإذا كان يريد المستخدم معرفة أشهر الأطباء الموجودين في منطقته عن طريق الهاتف، فلا يجب أن ينطوي التطبيق مثلًا على خيار إدخال العنوان الحالي بطريقة يدوية؛ فالأفضل هو حصول البرنامج على العنوان تلقائيًّا عن طريق GPS الهاتف، ثم عرض الأطباء بداخل نطاقه الحالي مباشرة، هذا الأسهل والأفضل للمستخدم.
القاعدة الذهبية لأي تجربة مستخدم هي البساطة، الدقة، والاستمرارية.
لكن كيف استطاعت أبل تطبيق تلك القاعدة على مدار سنين؟
عوامل نجاح أبل بالنسبة لعالم تجربة المستخدم
السهولة هي الثورية المنتظرة لعالم تجربة المستخدم
أبرز إنتاجات الشركة (والتي كانت ثورة بحق بخصوص عالم تجربة المستخدم بشكلٍ عام) هو الأيفون. إنه الجهاز الذي قال ستيف جوبز بنفسه أنه يمزج بين الهاتف التقليدي والأيبود (جهاز الأغاني) وجهاز تصفح الإنترنت؛ كل هذا بينما يعمل باللمس، وكان هو الجهاز الأول من نوعه الذي يعمل بالإصبع بدلًا من قلم، واجهته ملونة، وسهل الاستخدام للغاية.
لاحقًا استمرت أبل على نفس المنهاج، وقدمت الأيباد، وكان أيضًا طفرة بالنسبة لشريحته الخاصة. فقدم “الحاسوب الشخصي” بطريقة جديدة، مع قلم للمس، وشاشة أكبر مقارنة بالأيفون، وإمكانيات تزداد مع كل عام يمر، وكل إصدار جديد يضرب الأسواق. ونفس الأمر في مختلف منتجات أبل الأخرى، التبسيط الشديد هو معيار ثورية الشركة؛ هو معيار ثورية ستيف جوبز.
الاهتمام بالجمهور
يرى العالم أن أبل شركة استثمارية-رأسمالية للغاية، وفي الواقع؛ هذا صحيح، كل الشركات رأسمالية بالطبع. لكن من الناحية الأخرى، فالأسلوب الترويجي لأجهزتها هو الذي يصنع الفارق. تجربة المستخدم دائمًا وأبدًا متمحورة حول “المستخدم” نفسه، لذلك من الطبيعي أن يكون الخطاب الترويجي بصيغة (المخاطب) لا بصيغة (الغائب). هذه نبرة مسرحية يستخدمها كل من ترأس الشركة حتى الآن.
ستيف جوبز كان هو العبقري الذي استغلها طوال فترة إدارته للشركة، دائمًا ما أدرج كلمات مثل (أنت / أنتم / المستخدم) في حديثه، وعقب وفاته ظلت النبرة ثابتة مع تيم كوك، وستظل ثابتة للأبد لأنها أثبتت نجاحًا. الاهتمام بالجمهور على المستوى الشخصي هو الذي يصنع الثقة في المنتج المعين، ويعزز الرابطة بين المستهلك والمُصنِّع. ولهذا الناس يشترون أجهزة أبل الجديدة كل عام، بالرغم من كونهم اشتروا أجهزة العام السابق وهي تعمل بكفاءة بالفعل!
الالتزام بالاحترافية
عندما يأتي ذكر أبل في أي مجلس، دائمًا ما تكون الاحترافية هي أول ما يخطر في ذهن الجميع. الدقة في تصنيع حواف الأجهزة، السلاسة في استخدام أنظمة التشغيل، الاحترافية المبالغ فيها عند تقديم أي حَدث رسمي أو إعلان عن جهاز جديد؛ كل شيء من الألف إلى الياء يسعى لتقديم أفضل وأكمل صورة ممكنة على الإطلاق. تلك نظرة “الشمولية” لأصغر صغائر الشركة، هي التي تُعطي انطباعًا للناس أن تجربة المستخدم التي سيحصلون عليها؛ احترافية تمامًا كذلك.
الخلاصة: تجربة المستخدمة مقترنة بسهولة التعامل مع المنتج، اهتمام الشركة بالجمهور، وأخيرًا الالتزام بالاحترافية المهنية على الدوام.