التوصياتعقلية ناجحة

الحياة والعمل: كيف توازن بين كليهما لاستقرار نفسي وعقلي؟

يعيش الإنسان باحثًا عن الهدف المالي في الحياة، أن يستقر، أن يكوِّن أسرة، وأن يكون لديه دخل ثابت يحقق له كل ما سبق ويعينه على المستقبل المجهول. وعندما يجد ذلك الهدف ويحصل على وظيفة (حتى وإن كانت على غير هواه) فإنه يسعى لإيجاد التوازن بين الحياة والعمل وهذا لأنه ببساطة صار غارقًا في العمل حتى وجد أن حياته تنهار من حوله مع كل يوم يمر.

في هذا المقال سنحاول بقدر الإمكان تسليط الضوء على مفهوم الموازنة بين الحياة والعمل – Work-life Balance. استعدوا، فأنتم على موعد ما قد يغير حياتكم تمامًا!

الحياة والعمل - رجل مكتئب

معرفة أسباب ميل كفة الميزان ناحية العمل

دائمًا ما نبحث عن التوازن بين الحياة والعمل لأن العمل يكون صاحب الكفّة الهابطة في الميزان دومًا، أي الكفة الأثقل.

في العمل نكون مُثقلين بالمهام اليومية في البيئة الوظيفية، والمهام المتعلقة بالوظيفة خارج البيئة كذلك. بداخل البيئة، تكون المهام هي إنجاز الملفات والدفاتر، تحقيق الهدف اليومي والأسبوعي والشهري والسنوي (التارجت المالي)، التعامل مع المدير الذي في العادة يكون غير مقدر لمجهوداتك في العمل، وفي النهاية التعامل مع طموحاتك الوظيفية نفسها مثل الحصول على ترقية وراتب أعلى واهتمام من رفاق المكتب.

اقرأ أيضًا: تفوق الشركات ليس بالأمر السهل: إليك الدليل المختصر

أما مهام خارج البيئة تكون توقعات الآخرين تجاه عملك: هل مديرك راضٍ عنك؟ هل حققت غايتك من الحصول على الوظيفة (المتمثلة في الرضا عن النفس والشعور بالقيمة المادية للنفس والمجتمع)؟ هل عملت بجد للحصول على علاوة تساعد في مصاريف المنزل؟ وغير ذلك الكثير.

أول خطوة للوصول لتوازن بين الحياة والعمل هي تحديد أسباب ميل الكفة، وهنا الأسباب واضحة ويمكن تلخيصها في: توقعات من النفس والآخرين – رغبة في المديح تتمثل في عمل أكثر من اللازم – طموحات غير قابلة للتحقيق.

الحياة والعمل - رجل حزين

إيجاد حلول للأسباب المكتشفة لإيجاد توازن بين الحياة والعمل

لنأخذ الأسباب السابقة على الترتيب وبعدها سنجد أن الموازنة بين الحياة والعمل باتت في قبضة اليد:

توقعات الآخرين

 الحل هنا مكون من شقين. الأول هو إقناع الذات أن آراء الآخرين لا تؤثر فينا، وبالتبعية ننفذ المهام بكفاءة طبيعية تمامًا بلا إرهاق أنفسنا. والثاني هو إقناع الآخرين أن توقعاتهم تلك غير منطقية، مثل أن تذهب لمديرك وتقول له أن إنجاز عمل الأسبوع كله في يومين فقط غير منطقي ومجحف.

الرغبة في المديح

 نحن نُرهق أنفسنا من أجل كلمة حسنة، وهذا للأسف مدمر للصحة للغاية. الحل هنا يكون عبر أخذ المديح من نفسك أنك، ولن تشعر به إلا إذا حولته لمكافأة مادية تلمسها بيديك. فمثلًا إذا أنجزت العمل بكفاءة اليوم، كافئ نفسك بوجبة دسمة في مطعمك المفضل، وردد جملًا مثل: “لقد قمت بها – أحسنت العمل – لقد استحققت هذا عن جدارة” وأنت تستمتع بالوجبة.

طموحات أكبر من الواقع

اعلم أنك محدود بإمكانياتك البشرية من جهة، وبقيود البيئة من جهة أخرى. فمهما كنت محبًا للعمل أو تريد تحقق الكثير في وقت قليل؛ ستجد أن الجدول الزمني للشركة غير مناسب، أو أن الراتب غير مُقدر لرغبتك في تحقيق المزيد. كما أنك ربما لا تقدر على إتمام الكثير من الأساس، لكنك بالرغم من ذلك مدفوع برغبة في التحقيق، وللأسف هي رغبة لا يتم تلبيتها لعجزك عن تنفيذها من الأساس. والحل هنا يكون عبر عيش اليوم في حدود اليوم حتى يحين ميعاد النوم، أي أنك تنفذ ما أنت بصدده فقط، اترك المستقبل للمستقبل، ولا تضغط على نفسك أكثر من اللازم.

وفي النهاية، إن إيجاد توازن تام بين الحياة والعمل يحتاج إلى وقت طويل، ولا يمكن الوصول إليه في يوم وليلة. فقط اعقد العزم وتوكل على الله وسيكون كل شيء على ما يرام في نهاية المطاف.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Close