عند التعامل مع الذكاء الاصطناعي المبني على نماذج مُتدربة على النصوص؛ تظهر العديد من المصطلحات على السطح، وعلى رأسها مصطلح أمر كتابي – Prompt. وهو ما نكتبه للذكاء الاصطناعي بهدف الخروج منه بالذي نريده فعلًا.
مثلًا إذا أردنا وصفة عمل كعكة بالموز، سنقول له: “اعطني وصفة عمل كعكة بالموز”، الأمر بهذه البساطة فعلًا. لكن مع الاستخدام أكثر من مرة، سنجد أن النماذج تعتاد تكرار الإجابات، ولا تخرج بإجابات إبداعية فعلًا إلا تحت الضغط.
خلال مقال اليوم سنتعرف على طريقتين من الأكثر شيوعًا لصياغة الأوامر الكتابية لأي نموذج ذكاء اصطناعي تتعامل معه، مثل جي بي تي – GPT من شركة Open AI أو جيميناي – Gimini من شركة جوجل.
الكلام الكثير يعني الفهم الأعمق
إذا كنت شخصًا يهوى التعامل مع البرمجة، ستجد أن الذكاء الاصطناعي مفيد جدًا، خصوصًا أنه يمكنه عمل أكواد بسيطة تقوم بحلّ مشاكل كبيرة في حياتك المهنية.
لنفترض أنك تعمل في مجال الحسابات، وضمن مسار عملك أنت تأخذ بيانات معينة بتسلسل معين من نموذج إكسيل إلى آخر، ثم ترتبها تصاعديًّا، وبعدها تعزل النتائج من الخلية 1 إلى 20 في عمود، ومن 20 إلى آخر الملف في عمود آخر، وتبدأ بعمل عمليات حسابية بين كل خمس خلايا من العمودين. فإذا أردت كود يحل هذه الأزمة في ثوانٍ، ستكتب الآتي:
اكتب لي كود بلغة بايثون يقوم بالتالي على الترتيب:
- سحب البيانات في العمود الأول بملف إكسيل مساره (هنا تكتب المسار).
- عمل ملف إكسيل جديد تلصق فيه البيانات المسحوبة تصاعديًّا.
- نسخ الخلايا من 1 إلى 20 في عمود جديد اسمه (ألف) ومن 20 إلى آخر الملف في عمود جديد اسمه (باء)، ثم حذف العمود الأصلي.
- طرح أول خمس خلايا من العمودين وكتابة النتيجة في عمود ثالث اسمه (جيم)، وهذا من الخلية 1 وحتى نهاية الملف.
- جمع نتائج الطرح في نهاية العمود الثالث بعد مكان آخر خلية في العمود الثاني بخلية واحدة فقط.
أنت هنا فكرت كمبرمج، ونقلت تفكيرك إليه كمبرمج، هنا فقط ستجده ينفذ ما تطلبه بالحرف مع نسبة خطأ محدودة جدًا.
اقرأ أيضًا: كيفية تخطي خيبة الأمل حتى لا تقع في اليأس وتدمر حياتك
العشوائية تغذي الذكاء الاصطناعي أحيانًا
إذا كنت تبحث عن الإبداع والإبداع فقط، عليك أن تكون عشوائيًّا تمامًا في طلباتك.
مثلًا أنت كاتب صحفي، تريد الكتابة في موضوع جديد يخص المشاكل التي يعاني منها الأزواج بعد سن الخمسين، لكن عقلك متوقف تمامًا، لا تستطيع جلب أي فكرة.
هنا ستقوم بإنشاء سيناريو عشوائي للغاية، وتغذي الذكاء الاصطناعي به، وسيكون كالتالي مثلًا:
“جلس رجل مع زوجته في المنزل بعد وجبة الغداء، وأتى الابن من الخارج ومعه نتيجة السنة الجامعية الأخيرة له، وكانت بأنه رسب وسيُعيد العام الأخيرة مرة أخرى. اكتب لي توقعك عن رد فعل الوالدين، علمًا أن كل منهما فوق الخمسين عامًا من العمر، الأب يعمل في مجال الزراعة والأم لا تعمل. الأب مضغوط بطلبات الأسرة باستمرار والأم مضغوطة بتكالب المهام اليومية عليها بالمنزل. اكتب لي 10 مختلفة على الأقل من الوالدين”.
هنا أنت أعطيت الذكاء الاصطناعي مطلق الحرية في التعبير عن نفسه، وابتكار ردود كثيرة جدًا وغريبة للغاية، لكن في الغرابة والعشوائية يكمُن الإبداع. في نهاية المطاف ستحصل على أفكار وتوقعات جامحة للغاية تُعطيك الدفعة الإبداعية التي كنت في حاجة ماسة إليها.
وفي النهاية، إن الذكاء الاصطناعي ليس موجودًا ليستبدلنا، بل موجود ليُعيننا على تغيير حياتنا للأفضل. من الطبيعي أن نستخدمه في حياتنا المهنية، ومن الطبيعي أن يكون بوابتنا نحو غدٍ أفضل. لا تقلقوا من الآلة، تم صنعها لتخدم البشر، وستظل هكذا مهما تطورت.
