عالم المال والأعمال فيه الكثير من الأمور التي يجب عليك التعامل معها بصورة يومية، وبالتأكيد المضايقات في بيئة العمل واحدة منها. والمثير للانتباه فيها هو أنها مضمونة. الكوميدي في الأمر هو أنه مهما كانت وظيفتك ظريفة وجميلة ورائعة فعلًا؛ سيأتي وقت تتعامل فيه إما مع عملاء غرباء الطباع، زملاء فيهم من الحقد والكره ما يزن أطنانًا، ومديرين فيهم من العِبر ما يُبكي الحجر. اعلم أن المضايقات آتية آتية يا عزيزي، لكن الذكاء يتمثل في كيفية التعامل معها، وعدم الاستسلام لها.
في السطور التالية نتحدث بالتفصيل عن مجموعة نصائح تمكنك من التعامل مع أنواع مختلفة من المضايقات، ويمكن تطبيقها تقريبًا على أي نوع من المضايقات البشرية أو المهنية في بيئة العمل بشكلٍ عام.
المواجهة أنسب شيء
إذا ضايقك أحدهم في بيئة العمل بالقول أو الفعل، كل ما عليه فعلًا هو مواجهة هذا الشخص. ببساطة قل له: لماذا تفعل هذا؟
إذا لم يستطع الإجابة (وفي الغالب ستكون هذه الحالة معك)، فقط اظهر الاعتراض على ما يفعله، وعبِّر بأسلوبك عن أنك غير مرتاح مع هذا الوضع، واتركه واذهب للقيام بأمور أخرى. لكن المشكلة الكبيرة تظهر على السطح عندما يكون هذا الشخص هو زميلك في العمل الذي أنت مُجبر على إتمامه معه بشكلٍ ما؛ مما يعني أنك ستراه كل ساعة ودقيقة وثانية من يومك الوظيفي.
فما الحل إذًا؟
بسيطة، الفقرة التالية فيها الخلاصة!
الشكوى للإدارة لا ضير منها (غالبًا)
إذا كان عملك مرتبط بالشخص الذي يجعل بيئة العمل جحيمية بالنسبة لك، لا تتردد في تقديم شكوى رسميه ضده لدى المدير، أو الطاقم الإداري بشكلٍ عام. وعلى الإدارة أن تدرس وضعك جيدًا وتحقق في الأمر، حتى تجلب لكل ذي حقٍ حقه. لكن اعلم أنك إذا لم تكن على حق وكانت شكوتك كيدية أو كنت حساسًا أكثر من اللازم (والتبعية لم يقع أي ضرر على زميلك)؛ ستكون أنت موضع الشبهات في الشكاوى التالية، وسوف ينفر منك الزملاء، ويضعك المديرون في عقولهم على أنك صانع مشاكل.
لذلك احرص على أن تكون شكواك في محلها، وأن تدرس جميع التبعات الممكنة للشكوى قبل البدء في كتابتها أو تقديمها من الأساس. المستقبل الوظيفي على المحك هنا يا صديقي، كنت ذكيًّا.
لكن تظهر مشكلة جديدة إذا كانت الشكوى بخصوص مديرك نفسه، هنا عليك اتباع الفقرة التالية، وبعناية شديدة جدًا!
الحل الأخير…
عندما تكون المضايقات من المدير نفسه (وهذا يحدث في أرض الواقع فعلًا، وبكثرة)، فعليك في هذه الحالة بدء البحث عن وظيفة جديدة مباشرة. لأن المدير عادة لا توجد سلطة أخرى فوقه، فيجب أن تبحث عن عمل جديد مباشرة، لكن لا تترك العمل الحالي إلا عندما تتأكد أن هناك وظيفة أخرى في انتظارك ستشبك فيها نفسك بمجرد ترك الوظيفة الحالية.
واحرص على أن يكون الترك في صالحك كذلك، فهناك شركات كثيرة تأكل على الموظفين حقوقهم المالية بمجرد الترك. ولهذا احرص على أن تكون ردود فعلك أثناء الشهر الأخير للعمل؛ طبيعية تمامًا. ابتعد بالكامل عن كل ما يثير الشبهات، وفي النهاية اترك المكان بعد استلام راتب الشهر بيوم واحد فقط.
وفي نهاية المطاف، لا أحد سيستسلم لمضايقات بيئة العمل بسهولة يا عزيزي، فقط احرص على أن يكون ترك العمل هو حرفيًّا آخر الكروت في حوزتك. الحياة صعبة، وفي بعض الأحيان يجب أن نتحمل فيها لنعيش.
