التوصيات
طريقة التفاوض على الراتب دون إضاعة الفرصة من يدك
العمل هو الذي يحقق للإنسان السعادة على مدار الساعة، هو الشيء الذي به يمكن للحياة أن تصير ذات قيمة، وهو الجودة التي تحقق للإنسان الإشباع المالي للحاجات التي تظهر باستمرار في حياته. كل شيء مرتبط بالعمل هو كل شيء مرتبط بالإنسان نفسه، ولا يمكن فصل الحياة العملية عن الشخصية، لأن لا شيء يتم بدون المال هذه الأيام. لكن دائمًا ما تكون المشكلة في الأعمال بمختلف أنواعها هي الرواتب، فكيف يمكن لك التفاوض على الراتب المناسب لك؟
حسنًا، في السطور التالية سوف نسلط الضوء على كيفية التفاوض على الراتب المناسب للوظيفة خاصتك، خصوصًا أن هناك الكثير من الشركات التي لا تحدد رواتب ثابتة لها، وتطلب من المتقدم للوظيفة أن يُقيم وضعه الحالي ويضع تسعيرة مناسب لمجهوده الذي من المتوقع أن يبذله في الشركة بالفترة القادم.
ولعدم إضاعة الفرصة من أيديكم، لنبدأ!
إظهار الكفاءة بداخلك
في العمل، أول ما يهتم به صاحب الشركة هو كفاءة الشخص المتقدم للوظيفة. هل هو على مستوى أكاديمي جيد؟ هل لديه شهادات تثبت الادعاء الأكاديمي الخاص به؟ هل لديه خبرة سابقة في مجال عمله بشركات أخرى أو خبرة عامة في سوق العمل الحر مثلًا؟ هل لديه ما يثبت أنه يتطور باستمرار في تخصصه الأكاديمي عن طريق التواريخ المتقاربة للشهادات وأوراق الخبرة المقدمة في الملف؟
كلها أسئلة تدور في ذهن صاحب الشركة بينما هو جالس أمامك في غرفة المقابلة. وبناء على تلك الأشياء، يقوم بتحديد سعر معين في ذهنه قبل أن تدخل الغرفة من الأساس. هذا السعر في العادة ما يكون قليلًا بعض الشيء، ولكنك بالطبع ستطلب سعرًا أعلى نظرًا لأنك محترف في عملك وخبراتك كافية للغاية، بل وأكثر من كافية أيضًا. هنا يأتي الرعب… كيف أقنع المدير بالسعر؟
هنا يجب التركيز على الكفاءات التي لديك، قل إنك حصلت على كذا وكذا في عاميّ كذا وكذا، وهذا أثر عليك أكاديميًّا في كذا وكذا وكذا. ببساطة، اعمل على تعديد مظاهر الكفاءة الأكاديمية لديك، وبنسبة كبيرة ستقنعه بقبول الراتب الذي تراه أنت مناسبًا للوظيفة.
ابتعد عن العبارات العائمة
في مجال تحديد الراتب بشكلٍ عام، ومجال المقابلات الشخصية بشكلٍ خاص، لا يجب أبدًا أن تعتمد بنسبة كبيرة على العبارات العائمة؛ فلن تحديد مصيرك على الإطلاق، بل وربما تجعل من وضعك سيئًا للغاية.
فمثلًا أنت تقول لصاحب العمل أنك تستطيع العمل تحت الضغط، ولديك سجل جيد من التعاون الوظيفي في الأعمال السابقة، وتحب أن تعمل ساعات إضافية، وأن تتفانى للشركة، وأن تعتبر مقر العمل بيتك الثاني، وكل تلك الأمور التي لا يمكن قياسها بسهولة أثناء المقابلة الشخصية، كما أنها عائمة للغاية وتكرارية جدًا. إنها لا تهم!
هناك الملايين من الناس لديهم نفس مهاراتك، ما الذي يميزك إذًا؟ تلك العبارات لن تفيدك في تحديد الراتب المناسب أبدًا.
اعمل على رمي الكرة في ملعب المدير
الحل الأخير في اختيار الراتب بدون إضاعة فرصة العمل من يديك، هي ببساطة رمي الكرة في ملعب المدير نفسه.
مثلًا قل له إنك قد عملت في هذه الوظيفة سابقًا وفي أكثر من شركة، وكل شركة قدمت لك المبلغ الفلاني، واختم حديثك أنك الآن في مرحلة متقدمة من الخبرة والمكانة الأكاديمية، وبالطبع لن يكون هناك أفضل من المدير نفسه لتحديد السعر الأكاديمي لك.
وقتها الراتب عاد مجددًا في يد المدير، وفلتّ أنت من السؤال المرعب بأعجوبة!