عقلية ناجحة

كيف تبني عادات إيجابية تدوم على المدى الطويل؟

كل يوم نتعرض للعديد من المواقف التي تختبر قوتنا على التحمل والتأقلم مع المتغيرات. أي بمعنى أصح، هل معنا عادات إيجابية بما يكفي أم لا؟

ولهذا تعتبر العادات الإيجابية من أهم المفاتيح لتحقيق النجاح على المدى الطويل بشكل عام، سواء في العمل أو في الحياة الشخصية. ولهذا إن العادات الجيدة تساهم في تحسين جودة حياتنا وتساعد على الوصول للأهداف بشكل منتظم دون الشعور بالضغط أو الإرهاق، وهذه مشاعر نتعرض لها كل يوم لشديد الأسف.

في هذا المقال سنعرف كيف نبني عادات إيجابية نافعة وتبقى معنا على المدى الطويل. كل ما سنتحدث عنه اليوم مجرب ومنطقي وقابل للتحقيق بسهولة، فلا ترضخوا للأحزان أو المشاعر السلبية.

أولًا: تحديد الهدف من العادات الإيجابية

من أجل أن نتمكن من بناء عادات إيجابية تستمر معنا على المدى الطويل في الحياة، علينا أولًا تحديد الهدف الرئيسي خلف هذه العادات.

لا يمكنك أن تبدأ في بناء عادة جديدة بدون فهم لماذا تحتاج إليها في حياتك بالمقام الأول، وكيف لها أن تساعدك على الوصول إلى أهدافك بسرعة وفعالية. اعلم أن الهدف الواضح هو ما سيعطيك الدافع للاستمرار.

على سبيل المثال، إذا كان هدفك هو تحسين لياقتك الجسدية، فالعادات الإيجابية التي يجب أن تركز عليها هي ممارسة الرياضة بانتظام وتناول الطعام الصحي واتباع تعليمات الطبيب في كليهما.  أي أنه عندما تكون لديك رؤية واضحة حول الفائدة التي ستجنيها من هذه العادات؛ ستتمكن من الالتزام بها لفترة أطول بلا مشاكل.

عادات إيجابية - نجاح

ثانيًا: البدء بخطوات صغيرة  

تأكد أن الخطوات الصغيرة هي الأساس لبناء عادات إيجابية تستمر.

عندما تحاول تغيير حياتك بشكل مفاجئ وكبير؛ فغالبًا ستشعر بالضغط وتتوقف عن المحاولة من الأساس. لذلك عليك البدء بتغييرات صغيرة وبسيطة يمكن تنفيذها بسهولة في حياتك اليومية كجزء من الروتين اليومي، وبذلك لن تشعر بثقل البدايات.

فإذا كنت تريد أن تبدأ في القراءة أكثر، لا تلزم نفسك بقراءة كتاب كامل في أسبوع، هذا مجحف جدًا. بدلاً من ذلك، ابدأ بقراءة 10 صفحات يوميًا فقط، لا تزيد عنها.

هذه الخطوات الصغيرة ستساعدك على بناء العادة تدريجيًا حتى تصبح جزءًا طبيعيًا من يومك.

اقرأ أيضًا: كيفية الموازنة بين العمل والدراسة بفعالية: نصائح لنجاح حياتك المهنية والأكاديمية

ثالثًا: الاستمرارية والمثابرة  

من أجل أن تصبح العادات الإيجابية جزءًا لا يتجزأ من روتينك اليوم؛ فأنت تحتاج إلى المثابرة والاستمرارية.

العادة لا تتكون بين عشية وضحايا، بل تحتاج إلى تكرار مستمر حتى تصبح ركنًا أساسيًّا في روتينك اليومي. اعلم أنك قد تواجه صعوبات في البداية، لكن المهم هو أن تلتزم بما بدأته بلا انقطاع.

مثلًا، إذا كنت تهدف إلى النوم مبكرًا كل يوم، قد تجد نفسك في البداية تواجه صعوبة في الالتزام بذلك. لكن مع الاستمرارية؛ ستجد نفسك بشكل تدريجي تلتزم بالروتين وتحقق الهدف المرجوّ من البداية.

عادات إيجابية - رجل واقف على قمة جبل

رابعًا: التكيف مع التحديات  

لا توجد عادة جديدة خالية من التحديات والمشاكل المتعلقة بها.

أثناء رحلتك لبناء عادات إيجابية تدوم وتدوم؛ ستواجه عقبات قد تجعلك تشعر بالرغبة في التوقف تمامًا. لكن هنا عليك أخذ نفس عميق، وتحلى بطول البال والقوة، لأنه في هذه المرحلة من المهم أن تكون مرنًا وأن تتكيف مع التحديات التي قد تأتيك في أي لحظة.

فإذا كنت قد خططت للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية 5 مرات في الأسبوع للإبقاء على لياقتك، لكنك وجدت صعوبة في ذلك بسبب ظروف العمل أو الحياة؛ ببساطة لا تستسلم.

بدلاً من ذلك، قم بتعديل خطتك لتذهب 3 مرات في الأسبوع مع تعديل في جدول التمرينات. الأهم هو ألّا تتوقف تمامًا.

خامسًا: مكافأة النفس  

بناء عادات إيجابية لا يعني أن تكون قاسيًا على نفسك طوال الوقت، فأنت في النهاية تريد شيئًا صلبًا تستند عليه، ولن تحصل عليه إذا استمريت في تثبيط نفسك هكذا.

من الضروري أن تكافئ نفسك عند تحقيق تقدم ملحوظ، ولو كان صغيرًا.

على سبيل المثال، إذا كنت قد التزمت بممارسة الرياضة لعدة أسابيع دون انقطاع وحسب الجدول بالضبط؛ كافئ نفسك بتجربة نشاط جديد تحبه أو شراء شيء كنت ترغب فيه منذ فترة طويلة.

في النهاية، إن بناء عادات إيجابية تدوم على المدى الطويل يتطلب التزامًا وصبرًا ليسا موجودين لدى الكثيرين، ولكن مع وجود هدف واضح، والبدء بخطوات صغيرة، والالتزام بالاستمرارية، والتكيف مع التحديات؛ ستتمكن من بناء تلك العادات والاحتفاظ بها مدى الحياة حتى وإن اشتدت الظروف.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Close