في هذا العصر الرقمي، أصبح الإنترنت جزءًا أساسيًّا من حياتنا اليومية، وحياة كل شخص من حولنا. سواء كنا نستخدمه للعمل أو التعليم أو حتى أكثر أهمية له على الإطلاق: التسلية! ولهذا نجد أنفسنا نقضي ساعات طويلة على الإنترنت دون أن نلاحظ.
وعلى الرغم من المزايا التعليمية والعقلية الكثيرة التي يقدمها الإنترنت، إلا أن الاستخدام غير المنظم له يمكن أن يؤدي إلى تضييع الوقت وإهدار الفرص وجعل الحياة أسوأ مما كانت عليه قبل الوقوع في دوامته الساحبة. فكيف يمكننا إدارة وقتنا على الإنترنت بذكاء يا ترى؟
خلال هذا المقال، سنتحدث عن أهم الطرق التي تساعدك على استغلال وقتك على الإنترنت أفضل استغلال، وبذلك تحقق أكبر قدر من الإنتاجية.
أولًا: تحديد الأهداف والأنشطة الرئيسية
كل شيء يبدأ بالاهداف المخطط لها بعناية، والإنترنت ليس بعيدًا عن المعادلة.
إن خطوة لإدارة وقتك على الإنترنت بذكاء هي أن تستطيع الأهداف والأنشطة التي تحتاج إلى القيام بها عبر الإنترنت قبل بدء الجلسة نفسها. أي لا يمكنك الدخول إلى الإنترنت بشكل عشوائي (مثل تصفح الهاتف أو التابلت طوال اليوم) وتوقع تحقيق إنتاجية عالية.
فمثلًا، إذا كنت تستخدم الإنترنت للعمل على وجه التحديد، حدد المهام التي يجب عليك إنجازها قبل البدء مباشرة، وهذا في ذهنك، الأمر لا يحتاج لورقة وقلم.
قد تشمل هذه المهام الرد على رسائل البريد الإلكتروني، البحث عن موضوع معين، أو إعداد تقرير خاص باجتماع مقبل مع الزملاء. وإذا كنت تستخدمه للترفيه مثلًا (ونحن نعرف أن هذا أغلب ما تستخدمه فيه)؛ حدد ما تود مشاهدته أو التفاعل معه بوضوح.
الهدف من تحديد ما تريده هو تنظيم وقتك وضمان أنك لن تضيعه في تصفح بلا نهاية وبلا فائدة.
اقرأ أيضًا: كيف تبني عادات إيجابية تدوم على المدى الطويل؟
ثانيًا: تجنب المشتتات
اعلم أن الإنترنت مليء بالمشتتات، وجزء من استثمار وقتك على الإنترنت يعتمد على منع المشتتات بقدر الإمكان.
هذه المشتتات من بينها مواقع التواصل الاجتماعي (خصوصًا على الهاتف)، الفيديوهات العشوائية على يوتيوب، أو متابعة منصات الأخبار زيادة عن اللازم (تقوم بعمل إشعارات مشتتة كثيرة).
إذا كنت ترغب في إدارة وقتك بذكاء، عليك أن تكون قادرًا على تجنب هذه المشتتات بفعالية. ويمكنك تحقيق ذلك عبر بعض الخطوات البسيطة فعلًا، مثل إغلاق جميع التطبيقات والصفحات التي لا تحتاج إليها أثناء العمل على الكمبيوتر أو الهاتف.
كما أن هناك أدوات متخصصة تساعدك على حجب المواقع المشتتة مثل StayFocusd. مهمة هذه التطبيقات والأدوات هي منع والتي تمكنك من منع فتح لمواقع أو تطبيقات معينة أثناء القيام بالأعمال المهمة على الإنترنت، وفي بعض الأحيان تقوم بإزالة إمكانية فتح الهاتف بالكامل لتركز فقط وحصرًا على عمل الإنترنت الخاص بك على الحاسوب.
ثالثًا: مراجعة استخدامك للإنترنت بانتظام
من الضروري جدًا أن تقوم بمراجعة كيفية استخدامك للإنترنت بشكل مستمر، وهذا حتى تعرف ما الذي يحرق وقتك بلا طائل، وما الذي يعتبر مهمًا فعلًا.
هذه المراجعة تساعدك على فهم ما إذا كنت تستخدم وقتك بفعالية أو إذا كان هناك حاجة لتعديل عاداتك، مواقع معينة مثلًا لا تفتحها، أو عادات سلوكية تهواها أثناء تصفح الإنترنت للعمل، مثل التحدث مع أفراد المنزل أو فتح هاتفك باستمرار. ولذلك حاول تتبع وقتك لمدة أسبوع، كل يوم بيومه، وحدد الأنشطة التي تستهلك وقتًا أكبر مما يجب وضعها بعيدًا عنك. بعد ذلك، ضع خطة لتحسين هذا الاستخدام.
في النهاية، نود القول إن إدارة وقتك على الإنترنت بذكاء تتطلب بعض التنظيم والانضباط، وهي فعلًا ليست عملية سهلة، خصوصًا أن الروتين اليومي امتلأ بالمشتتات والعادات السلوكية غير الجيدة، ولكنها بالتأكيد تستحق الجهد المبذول فيها بلا أي تقليل.
