القيادة & إدارة الأعمالالهجرة / الإدماجسفرنجاح مهاجر
سوق العمل بين الكم والكيف: كيف تحصل على الوظيفة المناسبة؟
دائمًا ما تكون سوق العمل مشكلة كبيرة بالنسبة للكثيرين، خصوصًا حديثي التخرج منهم. في العادة ما يذهب الشخص بسجل أعماله السابقة وخبراته كلها في مجال العمل، إلى الشركات من أجل التوظيف. وتتم مقابلة تلو المقابلة، وفي النهاية ربما لا يحصل على الشخص أبدًا على الوظيفة، وهذا له أسباب كثيرة جدًا في الواقع، لكن اليوم سنسلط الضوء على سبب منتمي إلى سوق العمل ذاته، أي المكان الذي يجمع الموظف من جهة، والشركة من جهة أخرى.
أهم عنصر يقيد التعامل في سوق العمل هو الكم والكيف. الكم يعني عدد الموظفين وعدد الوظائف المتاحة؛ أي العدد بشكلٍ عام. والكيف هو إمكانية الموظفين للقيام بالأعمال المعينة. فمثلًا يمكن أن يقوم موظف واحد بأكثر من وظيفة دفعة واحدة تحت مسمى وظيفي واحد وبسعر أقل من توزيع الوظائف على أكثر من موظف (على سبيل المثال الموظف صاحب ماكينة حساب وتعبئة المشتريات من المتجر)، وهنا يستفيد صاحب الشركة بشدة. لكن من الناحية الأخرى، هناك أعمال معينة لا يمكن إدراجها تحت مسميات تجميعية أخرى، وهنا يُجبر صاحب الشركة على توظيف عدد كبير من العاملين.
إذًا، كيف تستطيع الحصول على وظيفة في سوقٍ لا تعرف بعد ما تصنيف وظيفتك فيها من الأساس؟
حسنًا، نحن سنساعدك، اقرأ السطور الجيدة بعناية!
تحديد نوع الوظيفة في سوق العمل
لنفترض أنك درست في الجامعة الاقتصاد بكل مشتملاته، خطوطه العريضة كلها في ذهنك، وأنت مستعد لبدء تحضير نفسك لسوق العمل. لكن مهلًا، لندرس السوق جيدًا أولًا.
خبير الاقتصاد في الغالب ما يعمل كمستشارٍ ماليّ للشركة، وهذه مكانة لا تأتي إلى مع سنين خبرة، إذًا المهنة ذات العائد المادي الكبير تقع في شريحة (الكيف)، فبالتالي يجب أن نبحث عن مهنة أخرى تقع تحت شريحة (الكم). وفي هذه الحالة يمكن أن يعمل خريج الاقتصاد كمساعد لمسؤول النمو المستدام في الشركة. فالنمو المستدام هو التركيز على اتباع الشركة للخطة الموضوعة بهدف الوصول للنتائج المرجوة، ومهنتك تكون هنا هي تقديم بعض النصائح والخبرات العلمية لتحسين أداء الخطة بشكلٍ عام. هذه مهنة يمكن أن تجدها بسهولة لأن فئة المساعدين هي الأكثر طلبًا في سوق العمل على كل حال.
كتابة السيرة الذاتية بما يتوافق مع نوع وظيفة سوق العمل
السيرة الذاتية من أهم الأمور التي يجب أن يهتم بها الباحث عن وظيفة في سوق العمل بشكلٍ عام، وهنا يجب التركيز عليها جيدًا على جعلها متوافقة مع نوع الوظيفة الذي حددناه منذ قليل.
فمثلًا إذا كانت الوظيفة كيفية (مستشارًا فنيًّا مثلًا)، فيجب وضع شهادات وخطابات شكر سابقة تفيد بأنك حسن السير والسلوك، ولا تفتعل المشاكل في بيئة العمل، وودود للغاية مع الآخرين. لأن الأعمال الفنية هي التي تؤثر بشدة في قوام الشركة، وأي مشكلة يتسبب فيها الموظف، قد تكلف أصحاب رأس المال الكثير فعلًا.
ومن الناحية الأخرى، إذا كانت الوظيفة كمية، فهنا نعتمد على ذكر “النتائج المهنية” مباشر. مثلًا نحرص على ذكر عدد الموازنات العامة التي قمت بها كمحاسب في شركة سابقة، أو الدورات التدريبية التي التحقت بها وكانت لها شهادة موثقة وفيها عدد ساعات تدريب معتمدة ولها نتيجة ومشروع تخرج واضح ويمكن إرفاقه رسميًّا مع السيرة الذاتية.
الفكرة كلها تقع في تحديد نوع الوظيفة، ثم العمل على تقوية جميع جوانبها لتصير أنت نفسك؛ أهلًا لتلك الوظيفة في عين الشركة. سوق العمل لن ترحم الشخص الذي لا يعرف ما الذي هو قادر على فعله من الأساس، وبالتبعية لن تقوم أيضًا بمحاولة توظيف أصحاب السن الكبير الذين مرّ بهم العمر ولم يستطيعوا الحصول على عمل بعد؛ تذكر هذا الأمر جيدًا.