عقلية ناجحة
اتخاذ القرارات الصائبة فنّ: تعلَّم كيف تختار الأنسب دومًا
إن اتخاذ القرارات الصائبة هو أحد أهم المهارات التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة حياتك الشخصية والمهنية، والنفسية كذلك. وفي بعض الأحيان أعتبره شخصيًّا فنًا في حد ذاته!
ففي عالم مليء بالخيارات المتشعبة والعديدة؛ يكون اتخاذ القرار الصحيح أمرًا محوريًّا لتحقيق الأهداف وتجنب العواقب السلبية للقرارات التي ليست في محلها بنسبة كبيرة. ومع ذلك، فإن عملية اتخاذ القرار قد تكون معقدة وتتطلب تفكيرًا عميقًا وتحليلًا دقيقًا.
في هذا المقال سنتحدث سويًّا عن كيفية تحسين مهارة اتخاذ القرارات الصائبة في الحياة، وما الأدوات السلوكية التي يمكنك استخدامها لتتخذ أفضل القرارات لحياتك بدون التفكير الزائد عن الحد في أمور ستتجنبها فقط بالقرار الصحيح.
فهم الموقف وتحليل الخيارات المتاحة
أول خطوة في اتخاذ القرارات الصائبة في أي شيء مهما كان؛ هي فهم الموقف بوضوح وتحليل الخيارات المتاحة قبل التسرع في القرار.
لأنه من دون فهم عميق للوضع الذي تواجهه، سيكون 100% من الصعب اتخاذ قرار مبني على معلومات دقيقة، لأنك في الأساس لم تبحث عنها جيدًا. لذلك عليك أن تبدأ بتجميع المعلومات المتوفرة حول الوضع وتحديد جميع الخيارات المتاح تنفيذها.
لنضرب مثالًا. إذا كنت تفكر في تغيير الوظيفة، يجب عليك أن تبدأ بتحليل الأسباب التي تدفعك لذلك، مثل الرغبة في الحصول على راتب أعلى أو رغبة في الحصول على زملاء عمل أفضل. ثم عليك مقارنة الخيارات المتاحة بالأسباب التي استخرجتها منذ قليل، والتي قد تتمثل في وظيفتين، الأولى بشركة تحقق السببيين، والثانية في شركة تحقق سببًا واحدًا لكنها تأتي بسبب ثالث لم تفكر فيه، هنا ستضع الأولوية حسب ما تحتاجه فعلًا بالوقت الحالي.
تقييم العواقب والمخاطر
بعد تحليل الخيارات، تأتي مرحلة تقييم العواقب والمخاطر المرتبطة بكل خيار بشكل منفرد، يجب ألّا نخلص الحابل بالنابل هنا.
فإذا كنت تفكر في بدء مشروع تجاري جديد مثلًا، عليك أن توازن بين الفوائد المحتملة للمشروع (مثل الحرية المالية والنجاح المهني) مع المخاطر المحتملة أيضًا (مثل فقدان رأس المال أو الفشل التام والوقوع في الدين للأفراد والبنوك).
اعلم أنه من من خلال هذا التقييم، يمكنك اتخاذ القرارات الصائبة والمناسبة لحالتك، ستكون كل قراراتك مستنيرة ومبنية على حقائق.
اقرأ أيضًا: كيف تدير وقتك على الإنترنت بذكاء: دليل مختصر لإنتاجية أكبر
الاستماع إلى الحدس واستخدام العقل في اتخاذ القرارات الصائبة
كما أن واحدة من أهم عوامل اتخاذ القرارات الصائبة هي التوازن بين الاعتماد على العقل والحدس.
العقل يوفر لك التحليل المنطقي للأمور، والحدس يعتمد على الخبرة الشخصية والمشاعر التي عاصرتها في السابق وتجدها مرتبطة بالموقع الحالي. لأنه في بعض الأحيان قد يكون الشعور الداخلي هو الدافع الأساسي لاتخاذ قرار جيد بغض النظر عن المطق خلفه، ولكن من المهم عدم إهمال الجانب المنطقي أيضًا.
ولأن الأمر مربك بعض الشيء، لما لا نضرب مثالًا؟
قد تشعر بأن إحدى الفرص المهنية الجديدة تبدو مغرية جدًا ولا تقاوم، ولكن بعد مراجعة التحليل العقلي تجد أن الظروف المحيطة بها غير مستقرة وقد تتسبب في فشلك المالي على المدى الطويل. هنا ستفكر… هل آخذ الفرصة لأن مخاطرة مثلها نجحت في الماضي (الحدس) أم أفوتها لأنها منطقيًّا غير مناسبة (العقل)؟
القرار يعود لتقييمك للوضع الراهن.
تعلم من القرارات السابقة
وأخيرًا، بعد تنفيذ كل ما سبق، عليك أن تسأل نفسك: “هل واجهني أمر مثل هذا في السابق؟ وكيف تعاملت معه؟”.
عليك أن تتعلم من القرارات السابقة التي اتخذتها في حياتك عمومًا. لا تهرب من التفكير في القرارات التي لم تكن ناجحة؛ بل اسأل نفسك: “لماذا لم تنجح في المقام الأول؟ وما الذي يمكنني فعله لإنجاحها هذه المرة؟”.
فإذا كنت قد اتخذت قرارًا ماليًّا أدى إلى وقوعك في الدين بالماضي، استغل هذه الفرصة وفكر في ما الذي أدى إلى هذا الفشل الذريع. أكانت هناك معلومات لم تأخذها بعين الاعتبار؟ هل تسرعت في اتخاذ القرار؟ وغير ذلك الكثير.
تأكد أن التعلم من الماضي هو أحد أفضل الطرق لضمان اتخاذ القرارات الصائبة في المستقبل.