الهجرة / الإدماجعقلية ناجحة

التحديات التي تواجه المغتربين في بيئة العمل الألمانية وكيفية التغلب عليها

في السنوات العشر الماضية تقريبًا، أصبحت ألمانيا وجهة رئيسية للعديد من المغتربين الباحثين عن حياة وفرص عمل جديدة في البلدان الأوروبية، وهذا نظرًا لعدم مناسبة الظروف المحلية لهم. ولكن، بيئة العمل الألمانية قد تشكل تحديًا كبيرًا للكثير من هؤلاء المغتربين بسبب الاختلافات الثقافية واللغوية والإدارية بين موطنهم الأم، وبلد الهجرة.

في هذا المقال سنتناول أهم التحديات التي ربما يواجهها المغتربون في بيئة العمل الألمانية بشكل عام، وسنقدم بعض النصائح حول كيفية التغلب عليها لضمان تجربة عمل مثمرة وناجحة بشكل خاص.

الاختلافات الثقافية في بيئة العمل الألمانية

أحد أكبر وأهم التحديات التي ربما يواجهها المغتربون في بيئة العمل الألمانية هو الاختلاف الثقافي أكثر من أي شيء آخر.

الثقافة الألمانية تركز بشكل كبير على النظام، الانضباط، والدقة في المواعيد، وهذا على عكس ما تربينا عليه في البلدان العربية التي تكون فيها العشوائية للأسف جزء أساسي من الحياة اليومية.

هذا يعني أن المغتربين قد يجدون صعوبة في التكيف مع هذه المعايير الوظيفية الجديدة إذا كانوا قادمين من ثقافات تتسم بالمرونة أو العفوية في تنفيذ المهام المهنية التي تعتبر ذات أهمية لكن لا تُعار لها الأهمية نظرًا لأريحية التعامل اليومي.

بيئة العمل الألمانية - دفتر وقلم

وللتغلب على هذا التحدي بعد الهجرة إلى ألمانيا، من الضروري أن تتعلم ثقافة الانضباط منهم وتطبقها في حياتك اليومية بداخل وخارج بيئة العمل. واعلم أن فهم القيم الأساسية لبيئة العمل الألمانية سيساعدك 100% في تكوين علاقات عمل إيجابية وبناءة، وبذلك لن تكتسب فقط زملاء أوفياء، بل أيضًا أصدقاء يعينوك على الغربة عن الوطن.

اقرأ أيضًا: أهم مهارات التواصل الاجتماعي الناجح في بيئة العمل

حاجز اللغة في بيئة العمل الألمانية

اللغة تعد من أبرز التحديات في بيئة العمل الألمانية عمومًا، أو في أي بيئة ببلد غريب عن وطنك.

وعلى الرغم من أن الكثير من الشركات الدولية والمحلية في ألمانيا تستخدم اللغة الإنجليزية كلغة عمل أساسية، إلا أن اللغة الألمانية تظل محورية في العديد من المواقف اليومية التقليدية داخل بيئة العمل وخارجها.

بيئة العمل الألمانية - دفتر وقلم

ومن أجل تجاوز هذا التحدي، يُنصح بشدة بالاستثمار في تعلم اللغة الألمانية. اعلم أن حصولك على فرصة  عمل في ألمانيا يستلزم حصولك على مستوى معين من اللغة حسب تخصصك الوظيفي ومعايير الشركة التي ستذهب للعمل فيها، وهذا ربما يكفيك للتعامل اليومي. لكن إذا قررت المكوث في ألمانيا لفترة طويلة وتجديد عقدك، فإن مستويات عُليا من اللغة أمر ضروري جدًا.

اعلم أنه حتى أي مستوى بسيط من المعرفة بأي لغة يمكن أن يفتح أمامك أبوابًا للتواصل الفعّال مع الناس من جميع بقاع العالم، وليس ألمانيا فقط، وكذلك يزيد من فرصك في الترقية أو الحصول على وظائف أفضل في شركتك أو في أي شركة أخرى تجدك يدًا عاملة مناسبة لها.

بناء العلاقات في بيئة العمل الألمانية

قد تجد للأسف صعوبة في بناء علاقات قوية داخل بيئة العمل الألمانية سواء كنت من خلفية عربية أو غيرها، حيث تميل الثقافة الألمانية إلى الحفاظ على مسافة معينة في العلاقات المهنية لكن خارجها يكون الأمر أكثر مرونة. مثلًا، لن تستطيع محادثة زميلك في العمل كصديق وتضحك معه بينما عليكما أعمال كثيرة، أو تتحدث إليه وكأنك تعرفه منذ سنين بينما في الواقع قابلته للتوّ. هذه الأمور تمر مرور الكرام في الأوطان العربية، لكن لا في ألمانيا.

وهذا بالطبع لا يعني أن الألمان غير ودودين، بل أن العلاقات الشخصية قد تأخذ وقتًا أطول لتتطور وتصير قوية على عكس العرب.

بيئة العمل الألمانية - دفتر وقلم وكمبيوتر

وللتغلب على هذا التحدي، ينبغي عليك أن تكون صبورًا ومبادرًا في نفس الوقت، أي أن عليك المشاركة في الأنشطة الاجتماعية داخل الشركة والتفاعل بشكل إيجابي مع الزملاء في المهام المختلفة، وحتى في أوقات الترفيه، مثل الحفلات المكتبية الصغيرة مع بداية كل عام مالي جديد. هذا كله يمكن أن يساعد في بناء علاقات جيدة تساهم في تعزيز تجربتك في بيئة العمل وحصولك على علاقات جيدة على المدى الطويل.

وفي ختام حديثنا اليوم، يمكن القول إن التحديات التي قد تواجه المغتربين في بيئة العمل الألمانية ليست بالضرورة عراقيل لا يمكن تجاوزها كما قد يعتقد البعض. بالعكس، فإن فهم هذه التحديات والاستعداد للتعامل معها يمكن أن يحولها إلى فرص قوية جدًا للنمو والتطور المهني في تخصصك، وتخصصات أخرى.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Close