التوصيات
لسانك نجاحك: تعلم كيف ترتقي بأسلوبك في بيئة العمل؟
بيئة العمل تكون في بعض الأحيان كابوسًا لا يمكن الخروج منه بسهولة. إن الحياة العملية نفسها تعتبر مزعجة بالنسبة للبعض، لكن كما نعلم، فإن العمل شيء أساسي في الحياة، فبدونه لن نستطيع العيش من الأساس، أو تحقيق الذات بأي شكل، سواء عن طريق المهنة الحالية، أو المشاريع المستقبلية المبنية على المال المأخوذ بفضل تلك المهنة. لكن بين هذا وذاك، توجد عقبات التكيف والتعامل مع أفراد ومفردات بيئة العمل نفسها بشكلٍ يضمن استمرارية العمل نفسه، وتثبيت القدم في الشركة أو المؤسسة التي تريدها أن تحقق لك الأحلام لاحقًا.
وبالطبع إذا كنت مهاجرًا، ستكون تلك البيئة هي حياتك بالكامل، فأنت في بلد غريب، لا يتحدث لغتك الأم، ولا يهتم بمشاعرك على الإطلاق. يجب أن تحرص على استمرارية العمل، لأنها مقترنة تمام الاقتران باستمرارية إقامتك في الأساس. والآن يجب أن نتساءل… ما هو سر الاستمرار في العمل؟ كيف نضمن مكاننا في البيئة المهنية التي بها نحقق النجاح الذاتي والمعيشة الجيدة لأنفسنا، ولمن نحبهم؟
حسنًا، الإجابة دائمًا وأبدًا تتمحور حول اللسان وثقافة التعامل الشفهي في العمل.
خلال السطور التالية سنسلط الضوء على أهمية الذوق وانتقاء الكلمات في بيئة العمل، وتأثير كل ما يُنطق باللسان على مجريات الأمور الوظيفية؛ المجريات التي إما ستحدد الاستمرارية في العمل، أو الطرد منه. النصائح التالية موجهة لجميع العاملين في شركات حصرًا، سواء بداخل الوطن العربي أو خارجه، وموجهة تحديدًا للمهاجرين في ألمانية؛ الدولة ذات الانضباط القوي جدًا!
تأثير اللسان على إنجاز المهام الجماعية في بيئة العمل
في بيئة العمل، دائمًا ما تتم مشاركة الأعمال، وهنا يأتي دول اللسان في المعادلة.
عندما تحصل على مهمة جديدة موكلة إليك من المدير، اعلم أنها لن تكون مهمة تستطيع إنجازها وحدك، حيث إن الشركات التي تعمل على تنمية القدرات العملية والتعاونية للموظفين، غالبًا ما تقوم توكيل المهمات إليهم في صورة جماعية؛ أي فريق عمل. وكل فرد في الفريق عليه أن يأخذ جزءًا من العمل الإجمالي ليقوم به وحده، ويتشاركه مع الآخرين لإكمال الصورة العامة للمهمة.
في هذه الحالة تحديدًا، إن لباقتك في التحدث مع الزملاء تعتبر ذات أهمية أكبر من إنجاز العمل ذاته. فجمل مثل “لو سمحك أعطني هذا” و”رجاء، أيمكنني تسليم هذا بعد ساعتين بدلًا من ساعة”، إلخ. كلها عبارات تعمل على تليين المهام وتبسيطها، لأنك إذا كنت تمر بأزمة معينة أثناء العمل، تلك اللباقة تساعد على منحك مساحة إضافية لإتمام المطلوب، وربما يقوم أحد الزملاء لأخذ جزء من عملك على أن ترد له الجميل لاحقًا بشكلٍ ما.
الكلام الجيد مع المدير
بالطبع نحن لا نشجع على التملق للمديرين في الشركات على الإطلاق، إن هذا فعل غير أخلاقي وغير مهني بالمرة. لكن نشجع على التعامل باحترام بالغ معهم، لأنهم الذين يديرون بيئة العمل التي أنت فيها من الألف للياء، وبالتبعية كافة قراراتهم تؤثر عليك بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
ولذلك إذا كنت مع مديرك في مكتبه مثلًا وحان وقت مراجعة التقرير الشهري، احرص على التعامل بعبارات مثل “أرى حضرتك أن” و”حرصنا سويًّا على” و”من أجل تحقيق”، إلخ. إنها عبارات احترام تقليدية تمامًا، لكن قولها للمدير يصنع الأعاجيب فعلًا، حيث إن قولها يُعطيك رونقًا خاصًا، ويُظهرك كشخص يحترم الآخرين على الدوام.
وبالطبع يجب أن تستمر في هذا الأسلوب مع جميع زملائك في العمل، وكل من تربطك بهم علاقة في بيئة العمل بشكلٍ عام، وإذا وجد المدير أنك تعامله مثلما تعامل الجميع (بنفس الأسلوب الراقي)، سيعلم أنك شخص صاحب مبدأ، وهذا سيزيد من رصيدك لديه؛ الرصيد الذي ربما يُترجم لاحقًا إلى ترقية، علاوة، أو فرصة عمل أفضل في قطاع آخر تمامًا بالشركة.