خلال الأسابيع السابقة تصاعدت الأزمة الأوكرانية-الروسية أكثر من السابق بمراحل، مع التركيز على التدهورات الاقتصادية التي طالت أوكرانيا وروسيا على حدٍ سواء. لكن المشكلة ليست في الدولتين بقدر بقية دول العالم أجمع. أثرت الأزمة على عشرات الدول بدون تفرقة، وتسللت التدهورات الاقتصادية بين ثنايا الدول القوية لتنخر فيها وتسبب الخراب وترفع الأسعار وتزيد البطاقة وتؤجج الجريمة والبلطجة.
إن الواقع الذي نعيش فيه مأساوي بعض الشيء مقارنة بالتخيلات المتواضعة التي توقعها الجنس البشري للأوقات الحالكة. هذه الأيام نعيش تبعات الحرب الجارية، بينما خرجنا للتوّ من الدمار الاقتصادي الهائل لفيروس كوفيد-19 الذي اجتاح الكوكب بداية من نهايات 2019 وما زالت سلالاته تظهر باستمرار.
ولرشّ الملح على الجرح، أعلن محافظ المصرف الدولي مؤخرًا (السيد ديفيد مالباس) أن العالم في انتظار ركود اقتصادي حاد؛ خصوصًا الدول ذات النمو الاقتصادي المحدود. قال المحافظ إن ما سنشهده سيكون مزيجًا بين التضخم الهائل والنمو المتناقص، وهذا سيتمثل في فواتير تدفئة وتغذية مرتفعة للغاية مقارنة بالسابق.
