عقلية ناجحة
النجاح في الحياة يعني احتراف الشيء ونقيضه: دليل مختصر للتطور الشخصي
النجاح في الحياة يعتمد على الكثير من الأمور، لكن يمكن القول إنه فعلًا ينبع من سيطرة المرء على مشاعره وانفعالاته بشكل يسمح له بالخروج من كل موقف بأقصى استفادة ممكنة، أو تجنب النزاعات بشكل عام.
لذلك قد يقول البعض إن التحكم في الغضب سمة رئيسية، أي أن تتعلم الصبر والهدوء وعدم الانفعال مهما تم استفزازك. لكن هذا في الواقع… خاطئ بشدة، وهذا ما سنتعرف عليه في مقال اليوم على جيرماني أفريكا نجاح.
لماذا يرتبط النجاح في الحياة بتعلم الشيء ونقيضه؟
بالشيء ونقيضه يعني أنه عندما تتعلم ضبط النفس والتحكم في غضبك؛ سأتي عليك وقت تكون مجبرًا على تعلم متى تتخلى عن هذا الشيء تمامًا وتبدأ في الانفعال. لأنك 100% ستتعرض لموقف لا تستطيع فيه إقناع الطرف الآخر أنك مستاء إلا إذا جعلت مشاعرك ظاهرة على وجهك وصوتك بوضوح شديد.
نفس الأمر ينطبق على كل المهارات والمشاعر الأخرى في الحياة، وعندما تتحكم بالكامل في الشيء ونقيضه؛ ستزيد فرصك في فوز النقاشات وكسب الفرص، وفي النهاية النجاح في الحياة بشكل أكبر.
لكن هذا ينقلنا لسؤال مهم… كيف تتقن النقيض بعد أن قضيت سنين تتعلم الأصل؟
حسنًا، لما لا نتعرف على خطوات تنفيذ هذا بالتفصيل؟
كيف تتعلم النقيض ومتى تستخدمه بهدف النجاح في الحياة
لنفترض أنك اتقنت مهارة مجاراة العميل للوصول إلى أرض وسط تُرضي كليكما، ولنفترض أنه في العادة تكون أن الطرف الخاسر بعض الشيء في الصفقة، سواء رضيت بسعر أقل من الذي تستحقه، أو قضيت وقتًا إضافيًّا في العمل بلا مقابل، فقط لضمان الإبقاء عليه لأطول فترة ممكنة بطلبات أخرى.
لا أحد يلومك على ذلك، لكن سأتي عليك وقت تُدرك أن العرض الذي أتاك من عميل ما مجحف للغاية ولا يمكن أبدًا الموافقة به. هنا ستوضع في مأزق.. سيقنعك عقلك أن عميل جديد يعني فرصة مميزة، اشتريه بسعر قليل وجهد عمل كبير مثل غيره، أنت في حاجة للمال، لا مشكلة!
لكن مهلًا، انتظر، هنا ستبدأ أول خطوة في تعلم النقيض وبدء النجاح في الحياة فعليًّا: إقناع النفس بأن هذا الوضع غير منطقي، ووقتك من الأفضل استثماره في شيء آخر.
هنا ستتوقف قليلًا، تفكر فيما ستقوله، وتبدأ في قول: “لا”.
دائمًا ما تتعلمه يكون هو الفعل الفاضل، والنقيض يكون الفعل السلبي والمذموم من المجتمع. نحن نتعلم التواضع، لا إظهار المهارة وإشهارها، وهكذا.
بعدها تنتقل للخطوة الثانية والأخيرة في الواقع: الممارسة باستمرار في سيناريوهات افتراضية.
اقرأ أيضًا: الرزق ليس في الماديّات فقط: تعرف على سبل الرزق للمسلم الحقّ
صنع سيناريوهات خيالية تدعم تعلمك للنقيض
أنت على وشك خوض الخطوة الأخيرة في رحلتك الأكيدة بهدف النجاح في الحياة فعلًا.
السيناريوهات نعني بها مواقف افتراضية تمامًا، مثل شخص ظلمك وفي العادة لم تكن لتقف أمامه وتحاول إثبات موقفك وتعرضك للظلم؛ هنا ستفكر في المواقف وتتخيله بالحذافير، وترد بصوت واضح وعالي: “أنت كذا وكذا وأنا كذا كذا، وهذا الوضع ظالم لي، أنت ظالم!”.
ولا مشكلة أبدًا من إظهار المشاعر مثل الحزن الشديد أو الغضب الواضح. ويستحب بشدة أن تتمرن على هذه المواقف أمام المرآة، لأنه عند رؤية نفسك تتفاعل وتنفعل وتحرك جسدك مع كل كلمة تقولها؛ ستكتسب ثقة أكبر في مهارة النقيض التي تتعلمها حاليًّا.
وفي النهاية، نحن نتطور في الحياة، نتعلم، نؤمن بجهلنا؛ ونتعلم أكثر وأكثر. وتعلُّم النقيض يقينا شر الوقوع في براثن طمع الآخرين، ويجعلنا في مكانة أكبر أمام أنفسنا قبل الآخرين.
دمتم بخير، ونراكم في مقال جديد على جيرماني أفريكا نجاح.