في عام 1998 قام المؤلف سبينسر جونسون بنشر كتاب من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟ ليكون واحدًا من أعلى الكتب مبيعًا على مستوى العالم حتى هذه اللحظة. استطاع الكاتب ببراعة منقطعة النظير أن ينسج سطورًا تنطبق محتوياتها على جميع البشر تقريبًا، وبلغة سهلة وبسيطة منحت الكتاب الفرصة ليُترجم إلى لغات كثيرة على رأسها العربية.
الكتاب يندرج أسفل شريحة التنمية الذاتية، لكنه يرقى عن ذلك بكثير ليكون تنمية بكافة مناحي الحياة المختلفة. الكتاب شمولي المضمون والغاية، ويتحدث عن أربع شخصيات، فأران، وقزمان. كلهم يبحثون عن “الجبن” بشكلٍ أو بآخر، الفأران في متاهة يبحثان عن قطعة جبن باستمرار، والقزمان يبحثان عن النجاح في الحياة (في القصة يبحثان عن الجبن كذلك). لكن الذي يميز كل شخصية عن الأخرى هي طريقة التعامل مع العراقيل التي ترميها الحياة أمامهم.
اليوم في مجلة جيرماني أفريكا نجاح نقدم لكم دروسًا مستقاة من كتاب من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟ لنوفر عليكم الوقت والجهد، وأيضًا المال.
توقف عن التفكير في وضعك الحالي، وابحث عن وضع أفضل!
الفأران والقزمان يبحثون جميعًا عن الجبن في المتاهة الكبيرة، والجبن موجود في الطريق (أ)، وأخيرًا وجدته الشخصيات وصار من النمط الطبيعي أن يستيقظ الكل على قطعة الجبن التي باتت تتناقص كل يوم مع المزيد من الاستهلاك. في يومٍ ما استيقظ القزمان ووجدا أن القطعة اختفت وقال أحدهما من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟ بصوتٍ عالٍ (لقد أكلاها كلها)، بينما الفأران علما أن هذا سيحدث بكل تأكيد، وعلى الفور شرعا في البحث عن قطع أخرى من الجبن في المتاهة.
الهدف من هذه السطور هو حثّ القارئ على البحث عن النجاح الذي يريده، بدلًا من غرقه في الخوف الحالي. ما فعلاه الفأران غاية في الذكاء، حيث أنه يجب البحث عن المزيد من الجبن في حال نفاذ المتاح، بينما ما فعله القزمان غاية في انعدام الحيلة لأنهما لم يضعا في الحسبان احتمالية نفاذ الجبن في يومٍ ما.
تأخر القزمان للغاية في البحث عن جبن، لأنهما فكرا في الكثير من الأمور مثل كيفية البحث عن جبن بصورة سريعة، ما حجم القطعة التالية يا ترى، وغير ذلك من أسئلة كلفتهم الوقت والجهد الذهني دون طائل، بينما الفأران لم يفعلا مثلهما وقررا البحث مباشرة بالفعل دون التفكير في أمور معقدة.
النجاح الحالي لن يستمر للأبد، فكِّر في التغيير!
مع الوقت وصل كل من الفريقين إلى محطة جديدة، مع قطعة جبن كبيرة جديدة، رائع، أليس هذا رائعًا؟
شرعت كل شخصية في الأكل حتى شبعت، الفأران نظرا للقطعة يومًا بعد يوم وهي تختفي بالتدريج، وعلما أنه في وقت الانتهاء يتعين عليهما البحث من جديد. بينما القزمان أكلا حتى شبعا أيضًا، لكن مع عدم الأخذ في الحسبان الانتهاء، واستيقظ أحدهما يومًا وصاح بعبارة من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟ مرة أخرى؛ أجل، لم يتعلما الدرس.
الهدف من هذه المرحلة في الكتاب هو تشجيع القارئ على التيقن من أن النجاح الحالي لن يستمر للأبد، لا يوجد شيء دائم، ولا توجد سعادة مستمرة. يجب على المرء أن يتغير ويتطور ليواكب ما يحدث له.
بالتحرك؛ لن تسأل من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟ مرة أخرى!
قرر أحد القزمين أن الوضع لن يستمر هكذا لفترة، وبدأ البحث عن الجبن بنفسه، وبمجرد أن بدأ التحرك (بينما القزم الآخر ثابت) ظهرت المزيد من قطع الجبن في الطريق. القطع الجديدة لم تكن كبيرة مثل السابق، لكنها كفيلة بإشباع الجوع.
الهدف هنا هو التأكيد على أن النجاح لن يأتي إلا بالحركة، وإذا كان صغيرًا لا مشكلة، فهو ما زال نجاحًا!
والآن، هل أنت استعداد للبحث عن قطعة الجبن الخاصة بك؟
