الإنسان يعيش في الحياة ليتعلم من الأخطاء، هذا لا مفر منه. لا يمكن للمرء أن يمر عليه أسبوع واحد فقط بدون فعله لشيء يندم عليه ولو للحظة، سواء كان كلمة جرحت شعور أحدهم عن غير قصد، أو مشروع باء بالفشل في نهاية المطاف، وغير ذلك الكثير. ولذلك يكون من المهم جدًا التعلم من الفشل بدلًا من الاستمرار في الغوض ببحور الندم والحسرة.
خلال مقال اليوم سنتعرف على كيفية التعلم من الفشل في خطوات بسيطة وعملية تطبقها بسهولة وسريعة، وبذلك تُحلل سبب الفشل، تضع حلولًا له، وتشرع في تنفيذها.
كتابة النتائج بالتفصيل من أجل التعلم من الفشل بدقة
دائمًا ما يكون تدوين الأمور مسهلًا لها بشكل كبير.
عندما نكتب نتائج المحاولة الفاشلة التي حاولناها للتو، سننظر إلى واقعنا بشكل أفضل، مما يساعد على وضع احتمالات لكيف كان يمكن أن نتعامل مع نفس الموقف للخروج بنتائج مختلفة وبالتالي نزيد من قوة التعلم من الفشل عمومًا. كما أن تدوين ودراسة النتائج بفعالية يساعدك على وضع حلول عملية للمشاكل التي ربما وقعت فيها نتيجة فشلك سابق الذكر؛ وبذلك يمكنك التفكير بإيجابية في التعلم من التجربة ككل.
مثال المقال هو فشلك في شراء سيارة جديدة كنت بدأت التخطيط لها منذ عام بالضبط.
الآن نتائج هذه التجربة كالتالي:
- خيبة أمل أطفالك وزوجتك لأنهم كانوا يريدون الذهاب إلى المصيف هذا العام بالسيارة الجديدة.
- تحسرك على عدم شراء العديد من الأشياء الهامة خلال العام الماضي بهدف شراء السيارة.
- وقوعك فريسة للديون لأكثر من فرد لأنك حاولت بكل الطرق الوصول للهدف المالي.
- سوء حالتك النفسية عند معرفة زيادة سعر السيارة بسبب التضخم.
وضع تصرفات بديلة لما كان يمكن أن يحدث
لقد دوّنا النتائج بالفعل، الآن حان وقت التعلم من الفشل فعليًّا عبر تخيل تصرفات كان يمكن أن نقوم بها لنحول دون تحقق النتائج السابقة.
لنأخذ نتيجة تراكم الديون مثلًا، لأنها الأقرب إلى الواقع، وذات تأثير كبير على حياة المرء.
الآن عليك التفكير جدًا في هذا الأمر ووضع سيناريوهات افتراضية يمكن بها تلافي النتيجة المعنية. مثل أن تزيد من المال المُجنَّب كل شهر للسيارة حتى تُغطي نسبة التضخم في نهاية العام، أو تبحث عن عمل إضافي لتسرع من وتيرة الشراء وبذلك ربما كنت لتشتري السيارة قبل نهاية العام وارتفاع سعرها، إلخ.
اقرأ أيضًا: النجاح في الحياة يعني احتراف الشيء ونقيضه: دليل مختصر للتطور الشخصي
وضع حلول عملية للنتائج الحالية
وضع السيناريوهات يساعدك على التعلم من الفشل جدًا لأنك ستنفذ نفس السيناريوهات تلك في نفس المواقف عند تكررها في المستقبل، وكأنك تأخذ قطعة صغيرة من فيروس ليكوِّن جسدك أجسامًا مضادة لها، وبذلك تكتسب مناعة مستقبلية لفترة طويلة جدًا.
لكن هذا بشأن ما كان يمكن أن يحدث، ماذا بشأن التعامل مع ما حدث بالفعل؟
هنا نركز جهودنا على وضع حلول عملية للنتيجة التي نحن بصددها، وهنا يمكنك:
- جدولة الديون مع الذين تدين لهم بالمال، بالطبع مع الوضع في الحسبان تجنيب مبلغ ثابت للمصاريف الأسرية وكل مَن هم مسؤولون منك كرب أسرة.
- إيجاد وسيلة لزيادة دخلك الشهري لتزيد من أرباحك أكثر، مثل البحث عن وظيفة جديدة أو المشاركة في مشروع بنسبة كبيرة مقدر له النجاح عبر دراسات جدوى منطقية (هنا ستشارك بأي مال بحوزتك، ولو كان قليلًا).
المهم أنك في نهاية المطاف ستكون دونت نتائج التجربة الفاشلة، وضعت سيناريوهات لتنفذها عند حدوث نفس التجربة مرة أخرى، وبدأت في تنفيذ حلول تنقذك من توابع الأزمة الحالية. الآن أنت تعلمت من الفشل بالكامل، وليس أمامك إلا الفشل من جديد في الحياة والاستمرار في التعلم؛ فإن المتعة في عثرات الرحلة والشعور بالقيمة الذهنية للمرء في التغلب عليها، واحدة تلو الأخرى.
