التوصيات
في الصحافة: كيفية كتابة مقالات وأخبار احترافية توصل المعنى وتعجب القارئ؟
نحاول دائمًا تقديم تغطية صحافية استثنائية للغاية في مجلة جيرماني أفريكا نجاح، وهذا لأننا نلتزم بالمعايير الصحافية المعترف بها عالميًّا. آتتنا الكثير من الطلبات حول كيفية كتابة مقالات وأخبار احترافية تجذب القارئ وتساعده على اكتساب مهارات جديدة، أو حتى الخروج بمعلومة واحدة مفيدة.
وهذا لأن الكثير من المنافذ الصحافية العربية تقدم معلوماتها بصورة خالية من المشاعر من جهة، والشفافية من جهة أخرى. لكن بين هذه وتلك توجد عشرات العشرات من العوامل التي يجب وضعها في الحسبان عند كتابة أي قطعة قد يقرأها إنسان في أي مكان.
خلال السطور التالية سنسلط الضوء على كيفية كتابة مقالات وأخبار احترافية للغاية. علمًا أننا سنقدم العوامل التي تعني الاحترافية في المجال، وليس حرفيًّا كيفية كتابة كل سطر في أي قطعة نثرية (كتابية). الآن، هيا بنا نبدأ!
العنوان يشمل المحتوى؛ أي غير مخادع
من أسوأ الأوقات عندما تدخل مقالًا ما لأن عنوانه استثنائي جدًا من الخارج وأعجبك، لكن تُفاجئ أنه من الداخل يحتوي على فقرات وسطور يختلف محتواها تمامًا عن العنوان؛ أي ببساطة قام كاتب المقال بخداعك للدخول والتصفح والقراءة وربما النقر على بعض الإعلانات هنا وهناك ليتربح هو منها بينما خرجت أنت بلا فائدة على الإطلاق.
كيفية كتابة مقالات وأخبار احترافية تنطوي على جلب عنوان حقيقي يعكس المحتوى الحقيقي. وهنا لا بأس إن كان محتواك ترفيهيًّا مثلًا، أو غير أكاديمي 100% وأو غير ثقافي بشكلٍ خارق، المهم فقط هو أن يتناسب العنوان مع طبيعة المحتوى، وألّا يشعر القارئ أنه في جزيرة بعيدة جدًا عن الوجهة التي أتى للمقال من أجلها.
لكل مقامٍ مقال
الكاتب الناجح يُجيد قراءة الغرفة.
مثلًا لن تتحدث على الإطلاق بينما كل من حولك مشغولون في أمور أخرى ستشتتهم عنها بفتح فمك، حتى وإن تكلمت بهدوء.
كيفية كتابة مقالات وأخبار احترافية تعتمد على تغييرك لأسلوب الكتابة بناء على العنوان الفرعي الذي تتحدث عنه. فإذا كنت تسرد نقاطًا بالغة الجدية؛ سيعتمد أسلوبك على الكلمات القليلة والمدببة نحو الهدف، بلا حشو أو إطالة.
لكن إذا كنت بصدد مناقشة أمر من واقع خبراتك الشخصية، فهناك مساحة كبيرة للتحدث بصورة شخصية جدًا وكأن القارئ جالس معك في مكان هادئ وتتسامران في جوف الليل.
ربما تحتاج في بعض الأحيان إلى تغيير نمطك الكتابي أكثر من مرة خلال المقال الواحد، بينما ستلتزم بالنمط الأكاديمي المباشر في حال كتابة خبر قصير أو متوسط؛ أي يتراوح بين 150 و300 كلمة.
ابتعد عن الشخصنة/الرأي الذاتي
في بعض الأحيان تعتمد المقالات على طرح أفكار الكاتب حول المواضيع المتداولة مؤخرًا، خصوصًا إذا كانت مقالات من النوعية الجدلية حول كل ما هو رائج من قضايا، منتجات، وأيضًا أشخاص.
وقتها تعتمد كيفية كتابة مقالات وأخبار احترافية على عدم شخصنة الأمور، وأيضًا عدم صنع رجل قشّ من أفكار خصمك (حسب رؤيتك أنت عنه) ثم تهاجمه في صورة رجل القشّ.
الكاتب الذكي يطرح آراء الناس في الميديا والعالم من حوله بخصوص القضية المطروحة في المقال، مع الحرص على عدم إدخال رأيه الشخصي أبدًا في السرد. إدخال الآراء الشخصية (الأهواء بمعنى أصح) قد يغير بعض الحقائق لكونها لا تتناسب مع رأي الكاتب، وبالتبعية تختفي الحقيقة وتضيع المصداقية الصحافية.
الاستثناء الوحيد لهذه الحالة يكون عبر كتابة تنويه في بداية المقال أنه مقال شخصي، وبذلك يكون القارئ مستعدًا للتعامل مع آراء قد تختلف عن خاصته بالسطور التالية.