في جيرماني أفريكا نجاح ندعم القراءة بشدة، وهذا لأننا على يقين أن العلم قادر على تحقيق الكثير ونقل الإنسان إلى مستوى آخر تمامًا بالنسبة لنفسه ولتوقعات الآخرين. كما أمرنا الله بالسعي نحو العلم ومنافذه، وأكد الرسول الكريم على منزلة العلماء، وسواء كنت تسعى للعلم الديني أو التطبيقي؛ فأنت ساعٍ للعلم، وأنت مأجور على سعيك. ولعل أبرز منافذ العلم هي قراءة الكتب وهذا هو محور مقال اليوم.
اليوم نتحدث عن شرائح الكتب التي يجب عليك مطالعتها حسب سنك الحالي، وهذا لأن كل مرحلة عمرية لها نقاط عمياء، أو مواطن ضعف تساعد القراءة في مجالات معينة على سدّها وتحسينها.
قراءة الكتب من سن 10 إلى 25
في هذه المرحلة العمرية، يتم تشكيل الإنسان من نواحٍ عديدة، وبالتبعية يجب أن تكون قراءة الكتب مواكبة لهذه النواحي.
في الفترة من 10 وحتى 14 تقريبًا، عليك (أو على أطفالك) قراءة الكتب التي تحتوي على عِبر ومواقف حياتية مهمة. مثل الكتب المعلوماتية البسيطة عن الدين والمواقف الاجتماعية وافعل ولا تفعل وقل ولا تقل، مثل هذه الأشياء مهمة جدًا لتنمية طفل يعرف ما عليه فعله.
ومن 14 وحتى 25 يمكن القول إنها فترة مراهقة طويلة بعض الشيء، لأنها في العادة تنتهي عند 18، لكن بما أن العالم مليء بالمثيرات البصرية والحسية من كل جانب، فإنما ممتدة فعليًّا حتى 25. خلال هذه الفترة على المرء قراءة الكتب التي تفيده في مجالات مختلفة، مثل العلوم الدينية والتطبيقية، السياسة والاقتصاد، إلخ. هذه العلوم ستعطيه معلومات عن كل شيء وأي شيء حتى يستطيع التركيز على مسلك واحد مستقبلًا.
اقرأ أيضًا: تعلم اللغة الألمانية وتخطي العقبات: كيف تحترفها كمهاجر؟
من سن 25 وحتى 50
خلال هذه الفترة، يكون المرء قد قرر مسلكه المهني في الحياة بالفعل، وبناء عليه يجب أن تعكس قراءة الكتب ذلك.
فمثلًا أنت اخترت أن تكون معلمًا لمادة الرياضيات، وهذا تخصصك لأعوام وأعوام، ببساطة عليك قراءة كتب تنتمي إلى مجالك أكثر من مجالات أخرى. كقاعدة سهلة، ضع 70% من اهتمامك في كتب التخصص المهني، و30% في كتب المجالات الأخرى.
الهدف هنا هو أن تثقف نفسك في مجالات عديدة، لكن مع وضع الأولوية للمجال القادر على تحسين الكفاءة لديك على الصعيد المهني، لأن المهنة هي قوام الاستقرار المالي، والاستقرار المالي هو قوام المعيشة الطيبة لك ولأسرتك ولكل من تحب.
من سن 50 وحتى نهاية العمر
في هذا الوقت أنت ستكون وصل لمرحلة عمرية لا تسمح بالقراءة بكثرة لأنك إما مشغول جدًا بالعمل أكثر من اللازم لأنك شارفت على التقاعد، أو لأنك متقاعد بالفعل وتريد فقط الاستمتاع بالراحة لأطول فترة ممكنة.
في الحالتين عليك بقراءة الكتب بالطبع، لكن على نطاق ضيق بعض الشيء.
اقرأ فقط الكتب التي تستهويك، للكتّاب الذين كنت تتابعهم لفترة طويلة. وإذا كانت الكتب ثقيلة عليك نظرًا لطولها أو لمشاكل في البصر، فاعتمد على الكتب المسموعة – Audio Books أو استمع إلى حلقات بودكاست تلخص محتويات الكتب، أو اقرأ المقالات المختصرة على المواقع الإخبارية والمعلوماتية المختلفة.
الهدف هو أن تظل محافظًا على شغف القارئ والساعي للعلم بداخلك، حتى وإن وصلت إلى عمر لا تقدر فيه على فعل الكثير مثل السابق. هذا الشغف قادر على دفعك للأمام أكثر وأكثر وإشعارك أن الحياة تستحق أن تُعاش، وهذا لأنه للأسف في هذه المرحلة قد يُصاب المرء باليأس ويشعر بأنه عديم القيمة تجاه نفسه وتجاه من يحب. القراءة تساعدك على دفن هذا الشعور السلبي بعيدًا.
الآن وصلنا لنهاية المقال، هل قررتم نوعية الكتب التي ستطالعوها قريبًا؟ شاركونا بالتعليقات.
