عقلية ناجحة

كيفية الموازنة بين العمل والدراسة بفعالية: نصائح لنجاح حياتك المهنية والأكاديمية

في واقعنا الحالي، من الطبيعي جدًا أن يجد العديد من الأشخاص أنفسهم في مواقف حياتية مجحفة تتطلب منهم الموازنة بين العمل والدراسة على الدوام. وبالطبع قد يكون الأمر مُرهقًا وربما يشعر البعض أن الحمل أثقل من اللازم، ولكن مع التنظيم الجيد والإرادة القوية؛ يصبح الأمر أسهل بكثير. ولذلك مقال اليوم يهدف إلى الموازنة بين الحياة المهنية والحياة الأكاديمية على المدى الطويل، خصوصًا للذين أمامهم أعوام طويلة في كليهما، وخصوصًا في أراضي الهجرة.

خلال مقال اليوم سنتعرف على كيفية الموازنة بين العمل والدراسة باستمرار، خصوصًا إذا كنت مسافرًا بغرض الدراسة الأكاديمية ووجدت نفسك مجبرًا على العمل بدوام جزئي للمساعدة على مصاريف المعيشة.

أولًا: وضع خطة زمنية محكمة

أول خطوة نحو الموازنة بين العمل والدراسة هي بالتأكيد وضع خطة زمنية محكمة تضمن وصولك للهدف بسرعة وكفاءة.

لكن عليك أن تكون واقعيًا في تقسيم وقتك بين المهام الدراسية والمسؤوليات الوظيفية على حدٍ سواء. مثلًا، استخدم تقويمًا يوميًّا أو أسبوعيًّا لوضع أوقات مخصصة لكل نشاط حسب أهميته بالنسبة لك.

الموازنة بين العمل والدراسة - كلمة "مذاكرة" بالإنجليزية

ولا تقلق، يمكنك استخدام تطبيقات تنظيم الوقت الموجودة على أي متجر تطبيقات حاسوب أو هاتف ذكي، تطبيقات مثل Google Calendar  وTrello لأنهما الأقوى في المجال حاليًّا.

ولتسهيل هذه العملية، قم بترتيب أولوياتك حسب مدى تأثيرها على نظام يومك. على سبيل المثال، حدد المهام الأكثر أهمية أو التي تقترب مواعيد تسليمها وابدأ بها دونًا عن غيرها. هذا 100% يضمن أنك ستركز على ما هو مهم حقًا وببساطة تتجنب الشعور بالإرهاق بسبب تأجيل المهام إلى اللحظة الأخيرة، لأن التأخير سيغذي فيك شعورًا بالضياع النفسي ويدمر كل ما عملت بجِّد من أجله.

ثانيًا: الاستفادة من الوقت الضائع

للأسف، غالبًا ما نقضي وقتًا طويلًا في المواصلات وانتظار العملاء في مقر العمل وانتظار الأساتذة في الجامعة، وغير كذلك. هذه الأوقات هي وقت ضائع عليك الاستفادة منه من بهدف الموازنة بين العمل والدراسة بقوة.

الموازنة بين العمل والدراسة - رجل يقرأ بتمعن

هذه الأوقات يمكن أن تُستغل بشكل أفضل من خلال بعض الأنماط السلوكية البسيطة. يمكنك خلال هذا الوقت مراجعة الملاحظات الدراسية في دفترك والتي كتبتها خلف الأساتذة، قراءة فصل من كتاب تحبه لزيادة ثقافتك العامة، أو حتى تحضير ما ستقوم به في العمل اليوم وبذلك يتبقى لك وقت تستفيد به باقي اليوم.

بذلك، تحوّل الوقت الضائع إلى وقت مثمر مليء بالأمور المفيدة ومُقلل من تحديات اليوم.

اقرأ أيضًا: التاجر الصدوق: شخص بصفات تعكس أساس التجارة في الإسلام

ثالثًا: طلب المساعدة عند الحاجة

قد تكون مسؤوليات الموازنة بين العمل والدراسة بمثابة تحدٍ كبير بعض الشيء، ولا عيب أبدًا في طلب المساعدة عندما تحتاج إليها من الآخرين.

في العمل مثلًا،، إذا شعرت بأنك مُحمَّل بمهام زائدة عن طاقتك من طرف المدير أو العملاء، عليك بمناقشة الأمر مع مديرك أو مدير مديرك. وتأكد أن الشفافية في التواصل حول حقوقك وحدود طاقتك كإنسان؛ يمكن أن تفتح المجال للآخرين أن يفهموك على مستوى أعمق، وبالتبعية تحصل على مهام فعلًا بداخل نطاق طاقتك.

الموازنة بين العمل والدراسة - قلم على كتاب

أما في الدراسة، يكون الوضع أسهل بكثير، لأنك هنا ستتعامل مع مَن هم في نفس مستواك الاجتماعي، ولا توجد سلسلة روتينية من القيادة مثل الحال في الشركات. هنا يمكنك اللجوء إلى زملائك في الصف أو البحث عن مجموعات دراسة تضمن لك أن تفهم كافة الدروس بينما تستمتع بوقتك كذلك. تأكد أن الاستفادة من الخبرات المشتركة تساعد في تخفيف الضغط وتوفر لك الوقت اللازم لإنجاز مهام أخرى أكثر أهمية.

رابعًا: العناية بالصحة النفسية والجسدية

لا تنسَ أن الموازنة بين العمل والدراسة لن تكون مثمرة على الإطلاق إذا أهملت صحتك النفسية والجسدية، حيث يحثنا الإسلام على الاهتمام بالجسد كما نهتم بالعقل بالضبط.

لذلك، لما لا تخصص وقتًا للراحة والاسترخاء وتبتعد عن مصادر التوتر بقدر الإمكان على أوقات متفاوتة خلال اليوم؟

مثلًا، احرص على ممارسة الرياضة بانتظام ولو نصف ساعة فقط كل يوم، والحصول على قدر كافٍ من النوم، على أقل تقدير ثمانية ساعات، وكذلك حاول تناول الغذاء الصحي بقدر الإمكان بفواكه وخضراوات متنوعة ولو حبّة واحدة فقط في المرة واحدة. كلها عوامل تساعدك على المحافظة على تركيزك وقوتك في العمل والدراسة على حدٍ سواء.

الموازنة بين العمل والدراسة - دفتر وقهوة وأقلام ونبتة

كما أنه إذا شعرت بالإجهاد النفسي، حاول الاسترخاء على كرسي مريح أو على السرير إذا كنت في المنزل. وتذكر أن الالتزام بالصلوات الخمس يزيد من قربك إلى الله وبالتبعية الراحة النفسية، لأنه مهما حدث لك، فإن الله معك دومًا.

وفي الختام، إن الموازنة بين العمل والدراسة ليست مستحيلة كما قد يعتقد البعض، لكنها تستلزم الانضباط والتهذيب للنفس والسلوكيات على مدار اليوم.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Close