التوصياتالقيادة & إدارة الأعمالثقافةعقلية ناجحة
العمل الحر للعميل الأجنبي: نصائح مختصرة لعمل ناجح
العمل الحر قادر على تغيير حياة الإنسان في فترة زمنية وجيزة جدًا، وهذا لأنه إذا كانت لديك الخبرة الكافية في مجال معين، مدعومة بالشغف والحب؛ ستجد أن هذا النوع من العميل يجلب لك الكثير من الدولارات في الشهر الواحد. وبالنسبة للمجتمعات العربية، مبلغ 20 دولار حتى في الشهر يعتبر دفعة لا بأس بها ومساعدة ملحوظة على نفقات المعيشة، خصوصًا إذا كنت تعيل أسرة ويعتبر أي مبلغ إضافي مهمًا جدًا لك ولمَن تحب.
في هذا المقال سنتعرف سويًّا على ما يتوقعه منك العميل الأجنبي، وكيف تتعامل معه في مجال العمل الحر عمومًا. وهذا لأن المجتمعات العربية تصبغ المواطن العربي بعادات معينة في المؤسسات المهنية، لا يتم التعامل بها في الخارج، وبناء عليه يخسر الكثير من العرب أعمالهم الثمينة مع العملاء الأجانب فجأة.
الالتزام بما تم الاتفاق عليه فقط
العميل الأجنبي يحتاج لأمور معينة في الخدمات التي يطلبها، ولذلك يكون شراء خدمة في مجال العمل الحر هو أنسب شيء؛ لأنه سيدفع للخدمة وحدها ولا يحتاج لتعيين شخص براتب شهري من أجلها هي فقط.
لكن هذا يأتي مع مشكلة قد تقابله (وتقابلك أنت أيضًا كعامل حر): تقديم شيء فيه لمسة شخصية بالرغم من اشتراط عدم وجودها.
على سبيل المثال أنت تكتب المقالات، خدمتك هي تقديم مقال حسب طلب العميل. وأتى إليك شخص يريد مقالًا بصياغة أكاديمية في مجال القانون، وأعطاك المصادر كلها واشترط عليك عدم وجود طابع شخصي في الكتابة. وللأسف، أنت وجدت حاجة ماسة للشخصنة وكتبت جملًا مثل “من رأيي” و”أجد أن هذا الشيء…” وخلافه، هنا أنت أخللت بالبنود المتفق عليها، وبناء عليه خسرت العميل.
لا تُضِفْ من عندك، التزم بما اتفقت عليه، وكفى.
اقرأ أيضًا: حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب: حكمة مُرَّة لكن عليك الاعتراف بها
التسليم في الميعاد أو قبله أساس العمل الحر
للأسف، الثقافة العربية في الكثير من البلدان تشجع في أحيان كثيرة على التسويف؛ أي تأجيل عمل اليوم إلى الغد. هذه الثقافة موجودة في المهن الفردية والجماعية على حدٍ سواء بالمجتمعات العربية، وهي سمة غير موجودة في المجتمعات الأجنبية إطلاقًا، وفي حال تواجدها؛ يخسر صاحبها مهنته مع الوقت بعد أكثر من تحذير.
إذا اتفق معك العميل على تسليم العمل بعد أسبوع، فأنت مُلزم بالتسليم بعد أسبوع، أو قبل الأسبوع. لا يمكن أن تأتي للعميل قبل التسليم بيوم وتقول: “حدثت لي ظروف، لا أستطيع التسليم، أنا آسف”.
هذا غير مقبول بالمرة.
فإذا وجدت نفسك لن تستطيع إكمال العمل في نصف المدة تقريبًا، قم بإلغاء الطلب من طرفك حتى يستعيد أمواله بلا عناء. وهنا تكون احترمت وقته وصُنت ماء وجهك أمام موقع العمل الحر الذي تعمل فيه.
التناقش ضرورة
في العادة ما يأتي العميل غير عالم لما يُريده بالكامل، وظيفتك هي توضيح الأمور ووضع خطة واقتراح مفردات العمل.
مثلًا قد يأتيك عميل يريد عمل شعار لمعرض سيارات، وألوانه هي الأحمر والأسود، لكنه لا يعرف ما الرسالة التي يريدها من الشعار، وما الأشكال الهندسية التي قد توصل هذه الرسالة بفعالية، وخلافه. مهمتك هي استخلاص هذه المعلومات منه قبل بدء الطلب.
لهذا التناقش في العمل الحر ضرورة عمومًا، ومع العميل الأجنبي خصوصًا. التناقش يمهد الطريق لصياغة مفردات عمل واضحة وبالتبعية وضع جدول زمني مناسب لإنجازها، وبناء عليه يتم بدء العمل ومروره من مرحلة التنفيذ، إلى مرحلة التسليم، وصولًا لمرحلة عمل التعديلات ثم تسليم المشروع بأكمله في نهاية المطاف.
وفي الختام، اعلم أن عالم العمل الحر شرس في العموم، وللعرب مكان فيه لأنني ذوي كفاءات ونُجيد الكثير من المهارات، لكن قد تنقصنا بعض المهارات الاجتماعية والمهنية البسيطة التي قد تُضيع العميل صاحب العملة الصعبة مِنا، وهذا لا نريده، ولهذا قمنا بكتابة هذا المقال في جيرماني أفريكا نجاح.
اعملوا بجِد واستمتعوا بعملكم، دمتم بخير.