بيئة العمل دائمًا وأبدًا من المصطلحات التي ترعب الجميع، سواء الذين يبحثون عن عمل ولا يعرفون كيف سيندمجون في بيئته، أو هؤلاء الذين بالفعل في أعمالهم المميزة لكن يعانون من عدم القابلية على التكيف مع البيئة المهنية من حولهم، سواء كان الأمر عبارة عن مشكلة مع التعامل مع الموظفين الآخرين، المدير، أو حتى المهام الموكلة إليهم في المقام الأول. بالمجمل إن المصطلح مرعب للكثيرين، هذا لا غبار عليك.
لكن من الناحية الأخرى، هناك مجموعة من القواعد والأسس –التي لن تحصل عليها في مكان آخر في الواقع- تقوم بتنظيم العملية الوظيفية بين الموظف والموظفين والمدير والمهام الدائرة بين كل تلك الأطراف على مدار الساعة، بينما بيئة العمل تكون بمثابة خلية نحل لا تتوقف إلا في ميعاد ثابت فقط كل يوم.
ولهذا نقدم لكم اليوم أهم القواعد الأخلاقية للتعامل مع الزملاء والمديرين في مقر العمل، للحفاظ على الوظيفة لأطول فترة ممكنة، وكذلك الارتقاء بالمؤسسة التي تعملون فيها.
عدم طلب علاوة في غير محلها
إن بيئة العمل ضاغطة بلا شك، ولهذا يحاول المرء بشتى الطرق أن يتحايل على ضغطها بالحصول على الكثير والكثير من الدعم المالي الممكن. وهذا في الغالب لا يأتي إلا عن طريق طلب علاوة، أو انتظار دوره في العلاوات بشكلٍ عام، أو انتظار الترقية حتى. لذلك في العادة ما يشرع الموظف في طلب علاوات بكثرة وبإلحاح خلال فترات زمنية قصيرة، هذا يخلق جوًا من التوتر في المكان.
يشعر المدير أنك تعمل فقط من أجل المال ولا تُكِّن أي نوع من أنواع الاهتمام أو الحب للشركة بأي حال من الأحوال، ويشعر الزملاء أن المدير يمكن أن يفضلك بينما يتركهم بدون علاوات. فقط انتظر دورك في العلاوات، أو لا تطلبها إلا بعد قيامك بأمرٍ فعلًا يبرر أهمية منحك علاوة تشجيعية على عملك الرائع في الشركة.
إنجاز مهام الغير شيء لطيف
في بعض الأحيان يتخلف أحد الزملاء عن العمل، وتصير بيئة العمل ضاغطة أكثر من المعتاد عليه عندما يعود مرة أخرى بعد الظرف الطارئ. يمكن لك أن تكون لطيفًا للغاية وتقوم بإنجاز مهامه بدلًا عنه، هذا سيعمل على بناء جسور من التواصل بينكما على المدى الطويل، ويعزز من علاقة الزمالة المهنية بينكما كذلك.
لكن من الناحية الأخرى، لا تستمر في هذا لفترة طويلة، حتى لا يعتاد الطرف الآخر على ذلك ويتكاسل عن المجيء ويجعلك أنت كبش الفداء لكل مهامه الخاصة والعامة. فقط احرص على الموازنة بين هذا وذاك لتصير بيئة العمل خاصتك ظريفة وهادئة للغاية، وفيها نوع من الاحترام المتبادل.
الرسميّات
في بيئة العمل، التعاون أمر هام بكل تأكيد، لكن الاحترام يأتي قبل أي شيء فعلًا.
يجب أن تحترم الآخرين ليحترموك في المقابل، لن يسعد أي صاحب عمل بتوظيف شخص غير قادر على التمييز بين صديق الشارع أو صديق العمر، وزملاء العمل والمديرين بشكلٍ عام. لكل مقامٍ مقال كما يقولون، ويجب أن تقول اللفظ المضبوط للمقام المضبوط. ربما تجب عليك مناداة زملاء العمل بالأسماء الأصلية لهم، لا تختلق أسماءً خاصة تجعلهم بها أقرب إليك شخصيًّا.
ومن الناحية الأخرى، يستحيل عليك مناداة المدير باسمه الحقيقي (إلا إذا وافق هو على ذلك بالطبع)، يجب أن تستعمل كلمات مثل: حضرتك – المدير – أستاذي – الأستاذ – الرئيس – القائد – إلخ. كلها عبارات تدل على الاحترام، وتساعد على تحسين التواصل بين جميع أفراد بيئة العمل جملة وتفصيلًا.
