عقلية ناجحة
تعلم تقدير الذات: دليلك المختصر للعطف على نفسك
نحاول باستمرار أن نحسن من أنفسنا، مع كل يوم وكل ساعة تمر نجلب المزيد من المعلومات إلى عقولنا، ونسعى جاهدين لتعلم مهارات جديدة. سواء كان ذلك من أجل إنماء الذات على الصعيد الاجتماعي، أو المهني. لكن في ظل هذه العجلة الشرسة تُفقد قيمة أساسية في الحياة: تقدير الذات كما تستحق.
قد تعتقد أنك بتعلم معلومات ومهارات جديدة، فأنت هكذا تقدر ذاتك، لكنك للأسف على خطأ. تقدير الذات يأتي من العطف عليها في وقت الحزن والضغط النفسي، وهذا وقت أنت تضع نفسك فيه باستمرار.
اليوم سنسلط الضوء على محاور مختصرة متعلقة بهذا الأمر.
تقدير الذات في وقت الإحباط
في العادة ما نقوم بفعل الكثير جدًا (أكثر من اللازم في الواقع) بهدف إرضاء نزعتنا الداخلية نحو تحقيق الأفضل، أو بهدف إظهار النفس بشكل جيد أمام الآخرين. في الحالتين تكون النتيجة واحدة: أنت ترهق نفسك بشدة وبالتالي تقل كفاءة الإنتاج، وتفشل في ما أنت بصدده، وفي نهاية المطاف تصاب بالإحباط.
وهنا عليك البحث عن تقدير الذات والمواساة من نفسك قبل الآخرين، كما أنك إذا ذهبت للآخرين مباشرة ستعتقد أنهم يعتقدون أنك مثير للشفقة ولا تستطيع تحقيق شيء في الحياة، بل وتسعى لجذب الانتباه من خلال إفشال نفسك عن عمد، وهذا سيزيد من إحباطك الذي تريد التخلص منه في الأساس.
هنا عليك قول شيء واحد لنفسك: “أنا فعلت كل ما في وسعي، ولم يُرِد الله للأمر أن ينجح الآن”.
الرضا بالقدر كما هو وخصوصًا أنك فعلًا بذلت المجهود الكافي؛ كفيل بتحسين حالتك النفسية بشدة.
اقرأ أيضًا: ثلاثة تخصصات دراسية ستنقل حياتك إلى مستوى آخر تمامًا
تقدير الذات في وقت الفقدان والألم
الحياة ليست بها سعادة على الدوام بالطبع، هناك الكثير من لحظات الحزن والحسرة أكثرها منها للفرحة والسعادة.
في لحظات الحزن بالتحديد يجب أن نتعلم تقدير الذات إلى أقصى درجة، لأن في وقت الحزن سيكون اهتمام الآخرين بنا كبيرًا بدافع المواساة، وهذا طبيعي. لكن في هذه الأوقات نشعر أن اهتمام الآخرين بنا مصطنع، أو بدافع الشفقة ليس إلا، مما يزيد من كرهنا للناس، ولأنفسنا كذلك لأننا صرنا فجأة مثيرين للشفقة.
هنا نعود ونؤكد على أن مواساة نفسك أفضل من مواساة الآخرين، لأنك الوحيد القادر على معرفة أسباب المشكلة التي حدثت وأنت وحدك الذي تعرف كيف تتعامل مع تبعات الموقف المحزن في المستقبل. سواء كان الموقف قرارًا خاطئًا اتخذته، أو فقدان شخص عزيز عليك.
عليك قول شيء واحد لنفسك في هذه الحالة: “ما حدث قد حدث، لا يمكن جمع اللبن المسكوب، وأنا قادر على المضي قدمًا، ببساطة لأنني أستطيع”.
تقدير الذات في وقت الفرحة
على عكس السابق، يجب علينا تقدير الذات في وقت الفرح أيضًا.
قد تعتقد أن الأجواء المفرحة لا تحتاج إلى تقدير، لأن النتائج تعبر عن نفسها، أليس كذلك؟
هذا خاطئ جدًا، لأن الناس سيجاملون في أغلب الأحيان، لأنه من غير المنطقي تدمير فرحة شخص ما بإنجاز قام به، ولذلك تكون التهنئات جوفاء وتقليدية في معظم الأوقام. هذا بالضبط مثل السابق حينما كان الناس يواسون بدافع الشفقة.
هنا عليك قول: “أنا استحققت ما وصلت إليه، وسأسامر في فعل المزيد حتى أصل لأعلى المراتب بتوفيق الله ومجهودي!”.
في النهاية، أنت صانع القرار في حياتك، ولن تكون القرارات مؤثرة على حياتك بشكل إيجابي إلا إذا كانت نابعة من حالة نفسية جيدة وقابلة للنمو والتحسين، ولهذا كان مقال اليوم بالكامل يتمحور حول العطف على الذات وتقديرها بكل صورة ممكن، وفي أبرز ثلاث حالات لها في العموم.