التوصيات
الرزق ليس في الماديّات فقط: تعرف على سبل الرزق للمسلم الحقّ
الرزق في الدنيا له صور كثيرة، مثل الصحة والستر والمال، لكن المال تحديدًا هو الذي يشغل بال الملايين من المسلمين على مستوى العالم، ولهذا نلجأ كمسلمين إلى التجارة الحلال بكل صورها الممكنة، ونسعى دومًا لتوظيف العمالة الماهرة ونتقي الله في المستهلكين من حيث الأسعار وتوافر المنتجات وغير ذلك، لكن هل سبل الرزق كلها تتمثل في الماديّات فعلًا؟
حسنًا، اليوم نتعرف على سبل الرزق للمسلم الحقّ وكيف لها أن تتجسد في صور كثيرة غير الماديّات، ونشرح كل واحدة منها بالمختصر المفيد.
الصدقة
يسعى المسلم لجعل حياة جميع المسلمين أفضل، لأن المسلم للمسلم كالبنيان، ويجب علينا جميعًا أن نتآزر من أجل غدٍ أفضل لأمة محمد.
لكن الذي لا يعلمه التجّار المسلمون هو أن مساعدة الآخرين عن طريق التصدق بما هو فائض عن الحاجة؛ يصب في مصلحة التاجر نفسه في نهاية المطاف ويعتبر من أهم سبل الرزق للمسلم. الصدقة تساعد على إشعار المرء بالرضا، وبالتبعية جعل مزاجه أفضل، وفي النهاية يمكن التركيز أكثر في شؤون التجارة.
كما أن الله يُكافئ العبد المُساعد لباقي العباد بقدر ما يستطيع، وإذا قام التاجر بالتصدق، بإذن الله ستكون هناك مكافأة له في رزقه وتجارته. وفجأة تأتي الزبائن من حيث لا يحتسب وتزدهر تجارته ويتساءل لفترة طويلة عن السبب، ويكون السبب هو الصدقة البسيطة جدًا التي قام بها من شهور وشهور ونساها تمامًا.
صلة الرحم
الرزق قد يكون ابتسامة، فرحة، رضا، حب، وأي مشاعر إنسانية أخرى تجعل حياة المسلم أهدأ وأجمل.
ولهذا من الأمور التي شدد عليها الإسلام هي صلة الرحم لأنها من أهم سبل الرزق للمسلم، أي أن نتواصل مع الأقرباء من حينٍ لآخر، ولا نجعل مدة الفراق كبيرة. إن السؤال عن الأقرباء يساعد على توطيد العلاقات الإنسانية، ويطرح فرصًا جديدة على السطح باستمرار.
لهذا إن لم تجد الغاية النفسية مفيدة لك، اعلم أن التواصل يجعلك حاضرًا في أذهان الآخرين على الدوام ويتذكرونك بالخير والمودة، ولهذا إن أتت فرصة رزق جديدة بالنسبة لهم؛ غالبًا سيفكرون في إشراكك وفجأة يأتي إليك الرزق الذي لم يكن في الحسبان على الإطلاق.
بالطبع لا نقصد التركيز على الجانب المادي من المعادلة، لكن نلفت النظر لكون الأمور غير المادية تؤدي إلى أمور مادية محمودة.
الإنجاب وإعمار الأرض
لا يضيع الله رزق أحد على الإطلاق، وكل مسلم يولد في هذا العالم له عند الله كتاب فيه مستقبله كله حتى يوم يفارق الحياة الدنيا ويكون بيه يديه.
قال تعالى: المال والبنون زينة الحياة الدنيا.
إذا ركزنا جيدًا، سنجد أن الله سبحانه وتعالى قرن المال بالأبناء، أي الرزق المادي بالإنجاب وإعمار الأرض، ولهذا الأبناء من سبل الرزق للمسلم في الدنيا والآخرة. فبالرغم من كون كل طفل يولد لعائلة مسلمة له رزقه الخاص، هو أيضًا يعتبر مصدر رزق للعائلة نفسها. وهذا يمكن فهمه بجانبين، نفسي وماديّ.
الجانب النفسي هو أن الطفل يعتبر سندًا للعائلة في الدنيا، ويوفر الدعم النفسي والمعنوي اللازمين لإشعار الأهل أنهم أصحاب رسالة، وأنهم يقومون بواجبهم تجاه الله عز وجل. أما الجانب المادي هو أن الطفل عندما يكبر ويشتدّ عوده، سيكون عونًا من الجانب المادي للأسرة.
وفي الختام…
إن الرزق ليس المال فقط، الرزق راحة بال وحب وهدوء وسكينة وزوجة صالحة وزوج متفهم وأبناء بارّون وصحة جيدة وأقرباء ودودون وطموحات متجددة. الرزق له ألف صورة وصورة، والله يُعطيك نصيبك منه في جميع الصور، أنت فقط لا تعلم أي صورة ستأتي إليك وفي أي وقت، لكنك تستمر في عمل الخير بغض النظر أي نتيجة مجهولة.