ضغوطات الحياة من حولنا كثيرة للغاية، ويجب علينا أن نأخذ قسطًا من الراحة بين الحين والآخر. لكن للأسف، عدم الاكتراث يكون صعبًا، دائمًا ما نقلق حول كل شيء وأي شيء، حتى وإن كانت حياتنا مليئة بالنعم والخيرات. الإنسان يسعى للقلق بقدميه، وفي النهاية يشكو ويندب حظه بالحياة. ولهذا قام مارك مانسون بتأليف كتاب فن اللامبالاة الذي سرعان ما صار واحدًا من أعلى الكتب مبيعًا على مستوى العالم كله، وتُرجم للغات لا حصر لها.
اليوم نقدم لكم ملخص هذا الكتاب الأيقوني جدًا في صورة نقاط مركزة ستصدمكم بأكثر من شكل، فلما لا نبدأ رحلة تغيير حياتكم بـ “عدم الاهتمام”؟
الإنسان لا يرضى بأي شيء، للأسف…
يحكي مؤلف كتاب فن اللامبالاة مجموعة قصص مثيرة للاهتمام جدًا، واحدة منها عن ابن ملك شهير عاش عزيزًا لفترة طويلة جدًا، حتى خرج عن جدران قصره المهيب في يومٍ ما ووجد أن الشعب يعاني من الفقر المدقع، والجوع والأمراض والأوبئة. فقرر أن يهرب من القصر ويذهب إلى أبناء الشعب ويعيش حياتهم ويعاني معاناتهم بالضبط.
وبالفعل، مرت عليه فترة ولم يجد نفسه إلا هائمًا على وجهه بالبلاد كلها، دون أن يأكل جيدًا أو يعيش كما كان. وهنا وصل إلى حكمة واحدة: الكل غير راضٍ!
عندما كان غنيًّا، لم يجد الرضا في الحياة، وعندما عاش حياة الفقر لم يجد الرضا أيضًا. وصل بطل القصة إلى أن الإنسان مهما كان مستواه المادي، فلن يصل للسعادة أبدًا. ولهذا من الأفضل عدم الاكتراث بالمستقبل الذي يجلب القلق، وبدلًا من ذلك يجب الاهتمام بالحاضر الملموس.
مقاييس الرضا مختلفة
يحكي هنا مؤلف كتاب فن اللامبالاة قصة عن جندي ياباني أيام الحرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية. حيث قال له قائده أن يحارب حتى آخر نفس، وبالتبعية لم يصدق أبدًا خبر انتهاء الحرب إلا بعد ثلاثين عامًا قضاها يعيش على الحشرات والقوارض؛ حياة مليئة بالمعاناة والضياع النفسي والألم الجسدي.
بعدما انتشرت قصته في اليابان، وجد البعض أن ما فعله يستحق نيشان حرب من الطراز الرفيع حيث أنه رمز للوفاء، ووجد البعض الآخر أن ما فعله مجرد غباء مستحكم. والحكمة من هذه القصة هي أن ما تفعله للرضا بالحياة لن يستطيع الناس الإجماع على صحته من العدم.
فن اللامبالاة وعلاقته بالفشل!
في صفحات كثيرة بكتاب فن اللامبالاة يسرد الكاتب سطورًا خلف سطور يتحدث فيها عن أهمية الفشل في حياة المرء.
ببساطة، إذا وجدت شخصًا آخر يقوم بشيء بصورة أفضل منك بمراحل، اعلم أنه فشل أكثر منك بمراحل أيضًا. لن يصل المرء إلى مستوى احترافي في أمرٍ ما إلا إذا مر بمحاولات فاشلة كثيرة جدًا.
وبالتبعية يجب ألّا تحزن بشأن بمحاولاتك الفاشلة، لأنها في النهاية ستؤدي إلى احترافك للأمر الذي تقوم به. يمكن تطبيق هذه الفكرة على كافة المشاريع التجارية والمهارات والقرارات الحياتية المختلفة. إذا فشلت، لا تيأس أو تتذمر، مع كل محاولة فاشلة أنت تأخذ خطوة واسعة النطاق نحو النجاح!
قول لا يفيد جدًا
فن اللامبالاة يعتمد على قول لا، وهذا لأننا دائمًا نخشى أن نُشعر الآخرين بسوء، وبالتبعية نوافق على كل ما يقولونه، حتى وإن كان ضد إرادتنا ورغبتنا. وبالتبعية نعيش حياة تعيسة فقط لنُرضي الآخرين. الشخص الذي لا يقول لا شخص معدوم الإرادة ويعيش حياة مستغرقة في الاعتماد على الآخرين، وأيضًا الخوف منهم.
ستصل إلى الاستقرار فقط إذا قلت لا، الأمر بسيط!
والآن، هل أنت على استعداد لبدء تطبيق نصائح فن اللامبالاة للكاتب مارك مانسون؟