التوصيات

بين القلق والتوتر: كيف تفهم مشاعرك وتتعامل معها بإيجابية؟

يسعى الملايين يوميًّا للحصول على العلاج النفسي المطلوب للاستمرار في الحياة، وبذلك تصير حيَواتهم أفضل مع الوقت. لكن في أغلب الأحيان يمكن معالجة المشاكل قبل الوصول إلى المرحلة التي يكون فيها العلاج النفسي هو الملاذ الأخير. والحل دائمًا يكون في فهم المشاعر ومعالجتها بصورة مناسبة.

في السطور التالية سنتحدث عن القلق كمثال رئيس على المشاعر التي يجب علينا التعامل معها بصورة إيجابية حتى نستطيع التغلب عليها، بل وتحويلها إلى مشاعر تساعدنا على تحقيق المزيد في الحياة، وأيضًا الوصول لمرحلة استثنائية من الموازنة بين الجسد والروح بهدف إنجاز الأعمال أسرع، والوصول لمفهوم السعادة بشكلٍ عام.

بين القلق والتوتر: كيف تفهم مشاعرك وتتعامل معها بإيجابية؟

لماذا لدينا مشاعر مثل القلق من الأساس؟

هناك قاعدة في علم النفس: الاعتراف بوجود مشكلة هو أول خطوة في لحلِّها!

أي أنه باعترافك أنك مصاب بالقلق، ستبدأ في التفكير بمنطقية بخصوصه. عادة ما يقول الناس إنهم يمرون بفترات عدم اتزان طبيعية، وسرعان ما ستذهب إلى حال سبيلها فقط إذا تم التغاضي عنها لفترة كافية. لكن للأسف الذي يحدث هو أن تلك الفترات في الواقع تكون مشاعر سلبية كثيرة مثل القلق تجثم على الصدور، وبالتغاضي عنها تنمو وتتعاظم حتى تصير كالجبال الراسخة.

لهذا ابدأ بسؤال نفسك: “لماذا أعاني من القلق فعلًا؟”.

سيبدأ عقلك في التفكير في الماضي، الحاضر، والمستقبل. وبورقة وقلم تستطيع تحديد مسببات القلق، وبالتبعية التعامل معها بصورة تمحيها تمامًا، أو على أقل تقدير تحدّ من آثارها الجانبية التي من بينها عدم الاتزان وقلة الراحة والتوتر باستمرار.

المشاعر جزء من كوننا بشرًا

الإنسان يتغير على الدوام، تتبدل قناعاته بين يوم وليلة، وتظهر له الحياة بشكلٍ مختلف بين الحين والآخر بناء على تفاعله مع البيئة من حوله.

تقبلك لمشاعرك الحالية يعني فهمك إياها واحتضانها، وبالتبعية التعامل معها بإيجابية. مثلًا أنت تقبلت كون القلق جزءًا رئيسيًّا من حياتك، نظرًا لأنك تعمل في وظيفة بأجر قليل، ضغوطات عمل كثيرة، ولا وقت لديك للراحة. حاليًّا لا مفر من تلك الوظيفة، ولهذا القلق معك على الدوام.

الآن بدلًا من القلق من القلق نفسه؛ تعلمت أن تتعايش معه حتى تنفرج الأزمة. وهذا بفضل أنك وضعت خططًا مستقبلية فيها تكون بوظيفة بأجر جيد وضغوطات عمل أقل بكثير من الحالية. الأمل المدعوم بالتخطيط والدلائل هو الوسيلة الأمثل للتعايش مع المشاعر السلبية التي لا مفر منها في الوقت الحاضر.

بين القلق والتوتر: كيف تفهم مشاعرك وتتعامل معها بإيجابية؟

هل لدي مشاعر أخرى؟

هذه المرحلة تكون في محاولة استكشاف المشاعر الأخرى للمرء غير القلق مثلًا.

المشاعر الأخرى تكون مثل الحب لأفراد الأسرة، الرضا التام عن الحياة الدنيا بالثقة في الله عز وجل، الفرحة عند رؤية بسمة المحتاجين بعد إعطاء الصدقة، وغير ذلك الكثير.

يتمتع البشر بالكثير من المشاعر التي يمكن لها أن تطغى (وربما تمحي تمامًا) كل المشاعر السلبية التي تجعل حيَواتنا مملة ومحزنة كل يوم بصورة أو بأخرى. لكن هنا يجب أن نضع في الحسبان تطاحن المشاعر السلبية أيضًا، مثل الخوف الذي يطغى على القلق أحيانًا، ولأنه شعور سلبي أكبر، تكون المحصلة النهائية أكثر سلبية.

الخوف من المستقبل قادر على إزاحة القلق من الصورة تمامًا، ووضع محله مجموعة من المشاعر المؤذية مثل الرغبة في التوقف عن العمل، التصدق، أو فعل الخير بشكلٍ عام. اعمل على حلّ مشاعرك السلبية بصورة فردية لتُفسح المجال للمشاعر الإيجابية لتقوم بعملها.

والآن، هل أنت على استعداد للقضاء على القلق في حياتك مرة وللأبد؟

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Close