عقلية ناجحة

دروس النجاح الأبدية



يجلس على اليابسة فتصير خضراء ، يوجد قرب البحار ويعبد الرحمن ، هو للصالحين واعظ ومرشد ومعلم ، أعطاه الله من فضله الواسع وميزه الله عن كثير من خلقه وقربه اليه حتى صارت حياته كلها لله فكان اعلم اهل الارض .

يظهر للصفوة من خلق الله يعلمهم ويوعظهم ويبشرهم بالخير ويعلمهم الادعية وينصحهم وينقذهم من المهالك …. انه الخضر عليه السلام فهو رحمة من الله وهو الذي علمه الله وفضله على الكثير من أوليائه الصالحين واللافت في الأمر ان الخضر عليه السلام مذكور في الديانات السماوية الثلاثة ومذكور صلاحه وحكمته في جميع تلك الديانات مع الاختلاف في طبيعته واسمه .

ما يزال العلماء مختلفون الى يومنا هذا في حقيقة سيدنا الخضر عليه السلام من حيث اسمه ونسبه وهل هو نبي ليس مرسل ام رسول ام ولي من أولياء الله وحول حقيقة حياته ليومنا هذا ام وفاته .

تتعدد الروايات في ظهور سيدنا الخضر لرسول الله عليه الصلاة والسلام حينما طلب الرسول من أنس بن مالك  ان يطلب من الخضر ان يدعو للرسول محمد عليه الصلاة والسلام بالعون في تبليغ الرسالة فدعا له بالخير والعون وقد سمع صوته الصحابة وهو يعزيهم بوفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وهو يذكرهم بأن كل نفس ذائقة الموت كما ان الخضر ظهر لسيدنا عمر بن الخطاب وظهر للكثير من الاولياء وعباد الله والروايات متعددة بهذا الشأن ، وهو الذي بشر الخليفة عمر بن عبد العزيز بالمُلك والعدل.

ما يهمنا هنا هو ان نتعلم دروس النجاح والفلاح من خلال القصة الشهيرة لسيدنا الخضر عليه السلام مع النبي الكريم موسى عليه الصلاة والسلام .

فحينما اعتقد سيدنا موسى انه اعلم اهل الارض قال الله العظيم بأن هنالك من اعلم منه وهنا نتعلم درس عن أهمية الاستمرار في طلب العلم والمعرفة وألا نتوقف عند حد معين ثم طلب موسى من الله العظيم بان يقابل اعلم اهل الارض .

وهذا درس مهم في الرغبة بالنجاح والشغف للوصول للأفضل ثم تتوالى الأحداث ويقابل موسى عليه السلام سيدنا الخضر ويطلب منه مرافقته وهنا يشير سيدنا الخضر بضرورة الصبر والا يسأله عن شئ وتبرز هنا أهمية الصبر للنجاح وتحقيق الأهداف وتتوالى الأحداث من حيث خرق الخضر للسفينة التي ركباها وقتله الغلام وإقامة الجدار .

في تلك الأحداث  النبي موسى يرى ظواهر الامور معترضا على افعال الخضر ولكنه لم يرى البواطن حتى اخبره الخضر بحقيقة الامور التي قام بها ، فخرق السفينة لكي تبقى للمساكين ولا ياخذها الملك وقتله الغلام لانه غير صالح وقد يؤثر سلبا على أهله فقتله عسى ان يبدله الله بولد خير  منه يكون صالحا وقرة عين لأهله،  اما إقامة الجدار فكان تحته كنز حتى اذا بلغ الأيتام اشدهم استخرجوه .

ثم يقول الخضر بان هذه الأشياء لم يفعلها بأمره او بارادته بل هو من الله وهنا درس آخر بأن لا يغتر الانسان بنفسه وينسب كل الفضل لله أولا وأخيرا .

ان الخضر عليه السلام انعم الله عليه بالكثير من الامور واعطاه من فضله العظيم ومنحه من العلم الشئ الكثير فكان اعلم من الأنبياء والعلماء وحقيقة حياته ام وفاته لا تهم .

ما يهم هو ذكر صلاحه واستخلاص دروس النجاح في رحلته مع النبي موسى وهي : استمرارية التعلم وحب النجاح وتحقيق الذات والصبر في سبيل تحقيق الأهداف وعدم الكبر والغرور ونسب الفضل دوما لله وغيرها الكثير وبغض النظر عن حقيقة سيدنا الخضر عليه السلام وعن بقاءه حيا ليومنا هذا ام لا فإن الدروس التي نتعلمها من رحلته مع موسى عليه السلام هي دروس النجاح الأبدية .

©️ مجلة نجاح germany-afrika-tv.com . كل الحقوق محفوظة.

المصدر: النص: afripamediaservice.com / germany-afrika-tv.com/
الصور: pixabay

Tags

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Close