التوصيات

التجارة الحلال تقيك شرور الدنيا وتُكسبك الآخرة، لكن كيف تحققها؟

يسعى الإنسان في الحياة لجعل أيامه ومَن حوله أفضل على الدوام، وفي الحياة الدنيا دائمًا ما تكون الوسيلة الأنسب هي المال. وبالتبعية صارت التجارة عماد المجتمع منذ قرون وقرون، ولقرون أخرى ستأتي بالتأكيد. امتاز العرب بالحنكة في التجارة بجانب العلوم الفقهية والطبيعية كذلك. ولهذا يمكن القول إن التجارة الحلال هي سلو العرب منذ فجر الإسلام وحتى هذه اللحظة.

لكنها تختلف في أهدافها وجوهرها عن التجارة التقليدية. خلال السطور التالية سنتحدث عن الجوانب الدينية في التجارة الحلال وكيفية تحقيقها لضمان الربح في الدنيا والآخرة كمسلم معتزّ بدينك.

التجارة الحلال تقيك شرور الدنيا وتُكسبك الآخرة، لكن كيف تحققها؟

الصدق يقيك شرور الملاوعة

في عالم التجارة، الملاوعة سمة بين عموم الناس، سواء كانوا تجارًا أو مستهلكين، وتتمثل الملاوعة في الفصال بالأسعار، أخذ الصفقات التجارية عنوة من تاجرٍ ما، وتشويه سمعة المنافسين. كلها أمور تحدث كل يوم (ليس بنسبة كبيرة بالرغم من ذلك).

بالطبع ليس في يدك أي شيء لتغيير هذه الحقيقة لأننا لا نستطيع التحكم في البشر، لكن نستطيع أن نتخذ من الله درعًا ضد شرور الدنيا ونضمن التجارة الحلال من خلال فضله علينا.

يجب أن تتسم بالصدق في تعاملاتك اليومية، ضع أسعارك مناسبة وفي متناول شريحة المستهلكين الموجهة إليهم في الأساس، ولا تماطل مع المستهلك لإجباره على شراء منتج هو ليس في حاجة فعلية إليه حتى. صدقك يُرضي الله عنك وعن أفعالك، وبالتبعية لن تجد في طريقك إلا الصادقين كذلك، وفجأة تسير تجارتك رابحة وأيامك سعيدة.

الأمانة تُعزز ثقة الآخرين فيك

تتمثل التجارة الحلال في الربح المادي الحلال، لكن هذا ليس الحال دومًا.

تتمثل أيضًا التجارة الحلال في الثقة الحلال والمعاملات الاجتماعية الحلال. إذا أتى إليك عميل طالبًا لسلعة معينة وأعطيته وعدًا أنك ستأتي بها في الأسبوع القادم وبالفعل أخذت عربونًا لها وأعطيته به فاتورة؛ لا ترجع في كلمتك عندما يأتي من جديد وتقول له إن السلعة تأخرت بينما السبب يرجع لك أنت. وإذا كان السبب لا يقع على عاتقك؛ قم بإعطاء العميل تعويضًا يراه هو مناسبًا لوقته الذي ضاع.

من العشرة المبشرين بالجنة ، أربعة تجّار!

عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف. كلهم كانوا تجارًا ومن صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام، كلهم سخروا ثرواتهم لخدمة الإسلام، ألا تريد أن تسخر فقط أمانتك اللفظية والعملية لتقتدي بهم وتدخل الجنة بإذن الله؟

التجارة الحلال تقيك شرور الدنيا وتُكسبك الآخرة، لكن كيف تحققها؟

الصبر على المتغيرات

العميل يحب أن يُفهم على الدوام، والتاجر سريع الانفعال لن يستمر طويلًا في التجارة، وإذا استمر في ذلك لن تكون التجارة الحلال جزءًا من المعادلة  على الإطلاق.

الحلم (الصبر) على الشدائد من سِمات المسلم الصحيح، وفي التجارة، بعض العملاء قد يكونوا إسقاطًا للشدائد سابقة الذكر. كتاجر مسلم، يجب أن تصبر على العميل بالكامل وتنتظره حتى يهدأ قبل أن تتعامل معه بهدوء واحترافية في نفس الوقت. لن يفيدك الانفعال في شيء، سيُخسرك العميل، كرامتك، وثقة الآخرين في علامتك التجارية، حتى وإن كانت صغيرة.

كما أن الصبر على المتغيرات العامة في السوق أيضًا من سِمات التاجر المسلم، حيث أن التغيير دائمًا بأمرٍ من الله، ولحكمة معينة ربما لن تستطيع الوصول إليها أبدًا طوال حياتك، لكن هذا لا يمنع أنها حقيقية وستؤثر في حياتك بصورة أو بأخرى طوال الطريق.

الصدقة تُعزز الرضا

قال الرسول الكريم: “يا معشر التجار، إن البيع يحضره اللغو، والحلف، فشوبوه بالصدقة”. أي أن التجارة مهما كانت حلال، ستنطوي على الكلام عن البضائع والسوق والآخرين، وربما تحدث نميمة عن غير قصد، وبالتبعية فإن الرسول يأمرنا بالتصدق لتلافي تراكم السيئات.

كما أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصلة الرحم والحرص على الحج والعمرة يضمنون الرضا التام عن الحياة الدنيا والآخرين، وبالتبعية تستطيع أنت كتاجر التركيز على تجارتك وتحقق التجارة الحلال بمفهومها الحقيقي.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Close