التوصيات
مكافحة انعدام الشغف في العمل: خطوات مضمونة لإرجاع الحياة لسابق عهدها
العمل هو الذي يحافظ على وجود أهدافنا نصب عيوننا، لأن العمل يأتي بالمال، والمال يضمن الاستقرارين النفسي والفيزيائي في الحياة. لكن في بعض الأحيان للأسف يقضي انعدام الشغف على الرغبة في العمل، وبالتبعية الغرق في بحر من الحزن والكآبة والمستقبل المجهول.
لذلك في السطور التالية سنسرد خطوات ملموسة لمكافحة انعدام الشغف في العمل، وبالتبعية إعادة الأمور في الحياة إلى سابق عهدها، أي نحافظ على النجاح والاستمرارية.
خذ عطلة مؤقتة من كل شيء للتركيز
الإنسان لا يستطيع التفكير بعقلانية بينما الأشياء التي تسببت في مشاكله ما زالت موجودة في العالم من حوله. لذلك إذا أردت مكافحة انعدام الشغف بالتأكيد لا يجب أن تظل في نفس البيئة التي تسببت في الانعدام ذاته.
هنا عليك أن تأخذ عطلة مؤقتة من كل شيء، حتى من أقرب الناس إليك، لأن الانعزال يساعد على التفكير بإيجابية.
خلال هذه الخطوة عليك الابتعاد عن الهاتف والحاسوب والإنترنت، ثم الاعتماد على الخروج للشوارع والتنزه بالحدائق حتى يصير ذهنك صافيًا لما يكفي لبدء الخطوة التالية.
لماذا؟
عادة ما نكون مشغولين بالذي أمامنا بدرجة تجعل من المستحيل التفكير في الأسباب.
لذلك عند تصفية الذهن، أهم ما يجب فعله هو سؤال الذات: “لماذا أنا أعاني من انعدام الشغف في العمل؟”.
الإجابة ستُحدد المحاور التي ستشرع في تحسينها أو منعها خلال الفترة القادمة. عادة ما ستحتوي الإجابة على أسباب مثل:
- العمل كبير جدًا وأقوم به وحدي.
- لا أحصل على قدر كافي من الإجازات.
- الراتب محدود والمدير لا يُعطي علاوات.
- العملاء مزعجون على الدوام ولا يهتمون بالموظف.
- الراتب جيد، لكن العمل مُرهق نفسيًّا ويأخذ الكثير من وقتي.
- دائمًا ما أُقارن برفاقي العمل مما يُدمر مجهودي الفردي وكرامتي.
بعد تحديد السبب، عليك بدء العمل عليه سريعًا!
علاج المشكلة
الآن حان وقت بدء مكافحة انعدام الشغف بالعمل فعلًا!
بعد تحديد السبب، اشرع في تكسيره إلى أسباب فرعية. لنقل إن السبب هو أن العمل كبير وتقوم به وحدك، الآن لنقل: “لماذا تقوم به وحدك؟ ألا يوجد زملاء؟ ألا يوجد شخص ليوزع المهام على الفريق؟ لماذا لا يلاحظ أحد دمارك بهذا الشكل؟”.
الإجابة على الأسئلة السابقة ستُسلط الضوء على جذور المشكلة.
وببساطة، ما عليك فعله الآن هو معالجة كل جذر بصورة منفصلة. اذهب إلى مديرك واطلب تخفيف العبء عليك، اطلب من رفاقك بالعمل التعامل معك بعدل أكثر، وغير ذلك.
ماذا إذا لم يكن هناك حلّ؟
الخطوات السابقة كانت تهدف لمكافحة انعدام الشغف بالعمل بكل طريقة منطقية ممكنة، ولهذا إن لم تصل لحلّ نهائي، إذًا للأسف سنتجه للسيناريو الأسوأ: البحث عن عمل آخر.
العمل الذي لا يُقدرك ولا يهتم بمشاكلك هو عمل لا يستحق أن تظل ضمن فريقه. اشرع في البحث عن منافسين يعرضون وظائف شاغرة يمكنك التقديم عليها. وهنا كن ذكيًّا، لا تترك عملك الحالي بينما ما زلت تبحث عن عمل آخر؛ بل قدم على مجموعة وظائف بنفس الوقت وقم بعمل مقابلات توظيف، وعند الحصول على قبول بإحداها توجه مباشرة لمدير عملك الحالي وقدم استقالتك.
الخلاصة
انعدام الشغف بالعمل مشكلة كبيرة تؤثر عليك نفسيًّا وماليًّا، لكن بالتفكير السليم والمنطقي يمكنك الوصول لجذور المشكلة والعمل على حلّها بالتدريج. وإذا لم تصل لحلّ نهائي نظرًا لظروف خارجة عن إرادتك؛ قم بالبحث عن عمل آخر وبعد الحصول على قبول فيه، اترك عملك الحالي برضا.