التوصياتعقلية ناجحة

انتهاز الفرص: كيف تعرف إذا كانت الفرصة مناسبة لك أم لا

في الحياة نتعرض للكثير من المواقف، كل يوم وكل ساعة وكل لحظة. بعض هذه المواقف تحتوي على فرص تجعلنا أمام مفترقات طرق عديدة باستمرار. هل نسعى من أجل انتهاز الفرص أم ننتظر قليلًا لربما يكون ما نسعى إليه غير مناسب لنا من الأساس؟

المعضلة دائمة، وللأسف غالبًا ما نقف حائرين أمامها. لكن في الواقع، الحل بسيط جدًا.

خلال مقال اليوم سنتعرف على ثلاثة أسئلة محورية ستطرحها على نفسك وتُحدد إذا كنت ستسلك مسلك انتهاز الفرص، أم التريث وتركها لربما تأتي فرصة أفضل في المستقبل القريب.

هل سيؤدي انتهاز الفرص الجديدة إلى تضحيتي بشيء مهم جدًا؟

انتهاز الفرص يعني في التضحية بشيء ما في مقابل شيء آخر، هذا طبيعي. لكن هل ما ستتم التضحية به يستحق الاستغناء عنه فعلًا؟

على سبيل المثال، أنت الآن أمام فرصة الحصول على ترقية في وظيفتك الحالية في مقابل العمل لساعات إضافية. أنت بالطبع ستحصل على أجر إضافي على هذه الساعات، لكنك في المقابل ستخسر جزءًا كبيرًا من حياتك الاجتماعية.

لن تستطيع الخروج مع الأصدقاء كما السابق، ستقضي وقتًا أقل وأقل مع عائلتك مع كل يوم يمر لأنك ستعود من العمل مرهقًا لتأكل وتنام وتذهب للعمل في اليوم التالي، وهكذا. لن تفعل أي شيء مميز في يومك، وغالبًا لن تجد وقتًا للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية حتى.

هنا ستسأل نفسك: هل أنا مستعد بالتضحية بحياتي الاجتماعية في مقابل ضمان حياتي المهنية (وبالتبعية حياتي المالية)؟

إذا كانت الإجابة نعم، إذًا انتهز الفرصة مباشرة، وإذا كانت لا، اعطِ لنفسك المزيد من الوقت للتفكير، لأن الخيار السلبي دائمًا يكون من الصعب الوصول إليه من المرة الأولى.

اقرأ أيضًا: التفكير في المستقبل بين الأمل واليأس: متى يصير التخطيط مضرًا؟

انتهاز الفرص - مكتبة مليئة بالكتب

هل يمكن أن تتكرر هذه الفرصة بالمستقبل القريب؟

انتهاز الفرص لا يعني أن نُغلق عقولنا تمامًا ولا ننظر للظروف والأسباب والاحتماليات المترتبة عليها.

لنفترض أنك بصدد شراء سيارة جديدة للعائلة هذا العام، ووقع اختيارك على سيارة من طراز معين تمتاز بالمساحة الواسعة والكراسي المتحركة والسقف المفتوح وكل ما يلزم عائلة للذهاب في نزهة لأي مكان في البلاد.

لكن هناك شيء آخر ظهر مؤخرًا يحتاج إلى المال المخصص للسيارة، والسيارة حاليًّا بسعر ممتاز جدًا بالرغم من وجود تضخم في البلاد والعملة ليست في أفضل حال لها. إنها بالطبع فرصة لا تعوض، لكن الحاجة الماسة للمال من أجل الأمر السابق تشغل بالك.

هنا ستسأل نفسك: هل ستتكرر فرصة السيارة في المستقبل القريب؟

أنت تعلم أنها لن تتكرر بنفس السعر، ستأتي بسعر أعلى، لكن وقتها ربما يكون راتبك قد تأقلم مع زيادة نفقات المعيشة، وبالتالي ستكون نسبة الخصم على السيارة موازية لنسبة الخصم الحالية. إذا كانت نسبة حدوث ذلك عالية فعلًا (مثل أنك تعرف المعرض وتُدرك أنه مشهور بهذا النوع من الخصومات كل عام)؛ فاترك الفرصة حاليًّا. والعكس بالعكس.

انتهاز الفرص - سفينة تجارية في مدينة صناعية - مشهد واسع

هل أريد حقًا هذه الفرصة؟

في العادة تأتي الفرص على حين غرة من أمرنا، أي أننا لا نتوقعها من الأساس، وبذلك يكون انتهاز الفرص أكثر قوة لدينا، كشعور في النفس.

نحن نكون هكذا بالضبط: فرصة؟! لا يجب أن أضيعها! لا أعلم إذا كانت ستأتي مجددًا أم لا!

هنا عليك التريث وسؤال نفسك: هل فعلًا تحتاج هذه الفرصة؟

وللإجابة على هذا السؤال، عليك مقارنة ظروف الفرصة الحالية، بأهدافك في الحياة على المدى القريب.

هل ستقوم هذه الفرصة بتحسين مستواك المالي؟ هل ستزيد من نسبة سعادتك؟ هل ترتبط بهدف ترفيهي معين كنت بالفعل تخطط له منذ فترة؟

هذه النوعية من الأسئلة تساعدك على تقييم الفرصة الحالية ومنحها نسبة مئوية تمثل ترابطها مع أهدافك. إذا كانت هذه النسبة فوق الـ 70% فعليك التفكير فيها كفرصة ذات أهمية.

والآن وصلنا لنهاية المقال، لا يجب عليكم التسرع في أي شيء، التريث يساعد على تحقيق الكثير، وما انتهاز الفرص إلا انتقاء للقرارات…

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Close