التوصيات

ألف باء الحوار – كيف تكسب ثقة الآخرين بسهولة؟

في أي وقت وأي مكان، دائمًا ما يكون الحوار المتبادل بين الحاضرين هو الوسيلة الوحيدة لإيصال الآراء وتبادلها بصورة فعّالة للوصول إلى نتيجة معينة ترضي جميع الأطراف. ودائمًا ما تكون المشكلة في عدم التوافق بين أطراف الحوار، سواء كان الحوار مسبق التحضير، أو فجائيًّا. والسؤال هو: كيف يمكن لك أن تصل إلى نتيجة إيجابية مع الذين تتناقش معهم؟ حتى وإن كان محور النقاش بسيطًا للغاية؟

في هذا المقال سنتعرف على مجموعة نصائح وقواعد تجعل من الحوار دائرًا بشكلٍ يضمن خروج الجميع براحة واطمئنان بشأن ما سيلي الحوار من نتائج وأفعال.

والآن، لما لا نربط الأحزمة ونستعد لحوار شيق حول أساسيات الحوار الناجح؟

طرح وجهات النظر في بداية الحوار

قبل بدء أي حوار من أي نوع، يجب على الجميع أن يعرفوا وجهات نظر الآخرين. فمثلًا إذا كان محور النقاش هو الطرق الصحيحة لتعلم اللغة الألمانية لغير الناطقين بالإنجليزية (وهذا لأن الألمانية قريبة منها والناطق بالعربية سيجد صعوبة في نطق الألمانية)، يجب على كل فرد أن يقول أنا أرى واحد واثنان وثلاثة وأربعة. ثم يأتي الذي يليه معرفًا نقاطه للجميع، وهكذا.

طرح وجهات النظر ينقلنا إلى المرحلة التالية من تصاعد الحوار البنّاء، ألا وهي المرحلة التي فيها يبدأ كل فرد في تعزيز نقاطه وإضعاف نقاط الآخرين.

 ألف باء الحوار - كيف تكسب ثقة الآخرين بسهولة في أي نقاش؟

التعزيز والإضعاف!

الحوار يهدف إلى خروج الجميع بنتيجة إيجابية، وهذا لن يحدث إلا إذا كان للجميع رغبة في إضعاف وجهات نظر الآخرين لتكون وجهة نظرهم هي الأصح بين الكل، ووصف الحوار بالحرب في هذه المرحلة ليس بالأمر السيء، بل هو صحي في الواقع.

في هذه المرحلة تقوم بذكر مواقف وأشخاص قاموا بأداء ما قمت أنت بطرحه منذ قليل في الحوار بالفعل، وكانت النتيجة معهم إيجابية جدًا. بينما تذكر مواقف وأشخاص آخرين قاموا بأداء ما طرحه الآخرون من حولك، وكانت النتيجة معهم سلبية للغاية.

الهدف من هذه المرحلة هو صنع تعجيزات ذهنية للآخرين، وبالتبعية دفعهم إلى الخروج بمقترحات أفضل (وربما أفضل من مقترحك)، أليس هذا نريده، حتى وإن خسرنا النقاش؟

اقرأ أيضًا: خمس أمور تجنبها عند بدء أي تجارة جديدة!

النظام في الحوار عند تفنيد نقاط الدفاع

الطرف الذي يبدأ في الخسارة في أي حوار، يبدأ مباشرة في تبرير مقترحاته بشكلٍ أو بآخر، وهذه تسمى نقاط الدفاع، وللأسف هنا الشخص غير المتمرس في الحوار سيلجأ للصوت المرتفع وتعبيرات الوجه الغريبة لفرض وجهة نظره على الآخرين، وهذا خطأ فادح.

في هذه المرحلة من الحوار يجب أن يقوم مسؤول الحوار (وهو شخص غالبًا ليس له طرف في الحوار من الأساس) بإعطاء كل فرد فرصة لنقد وتفنيد نقاط الدفاع، وأخيرًا يحصل صاحب تلك النقاط على فرصته في الرد بصورة فردية، وتستمر هذه المرحلة حتى يتم الانتهاء من جميع نقاط الدفاع.

 ألف باء الحوار - كيف تكسب ثقة الآخرين بسهولة في أي نقاش؟

إنهاء الحوار مع الاحترام المتبادل

في نهاية الحوار يصل الجميع إلى الهدف المنشود: النتيجة الإيجابية!

في هذه المرحلة هناك من خسر، وهناك من فاز، وربما خسر الجميع بنسبة، وفاز الجميع بنسبة، المهم هو الوصول لفكرة معينة تم تنقيحها أكثر من مرة بفضل النصائح سابقة الذكر للحوار الناجح.

وهنا قبل أن يترك الجميع طاولة الحوار (التي في العادة تكون غرفة المعيشة في المنزل أو كراسي المقهى بجانب المنزل) يجب أن يسلم الكل على الكل، مع التأكيد بصورة شفهية على أن الحوار كان جيدًا وأن ما تمت مناقشته فيه لا تنعكس على شعور جميع الحاضرين تجاه بعضهم البعض.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Close