بقلم عبد القادر الغزاوي كاتب وباحث من المغرب
رجال من تطوان ، بهذا العنوان صدر كتاب للمؤلفين الأديبين الأستاذين حسن بيريش ومحمد البشير المسري، في أربعة مائة صفحة، بغلاف أنيق وجميل من تصميم الفنان عبد العزيز غجو، ومن منشورات جمعية تطوان أسمير. الطبعة الأولى. السنة 2011.
وقد استهدف هذا المؤلف احتفاء وتأريخ هؤلاء الرجال، (منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر). حيث وصل عددهم إلى مائة وسبعة وعشرين علما، وهم من أهل الحرف وصناع الكلمة، وكما جاء في (ورقة الولوج) بهذا الكتاب:(…أن هذا الكتاب لا يترجم ل” رجال من تطوان” فقط، وإنما يجعل من الاحتفاء بهم والوفاء لعطاءاتهم المتفاوتة في مؤشر الصيت والإجادة دافعه الأول ورهانه الأكبر).
ويعتبر هذا الكتاب بمثابة مرجع لتراجم وتعريف لسير ذاتية لهؤلاء الشخصيات التي تنتمي إلى مدينة تطوان العالمة والوديعة، أو كما يطلقون عليها ” الحمامة البيضاء”. كل في مجاله الثقافي والفكري، الشئ الذي يعطي لهذا الكتاب نكهة خاصة وصيتا فريدا، ويظهر ما لمدينة تطوان من نهضة علمية وأدبية في فترة من فترات تاريخ وعصر هؤلاء الرجال، وأثر وطابع كل واحد منهم في هذه النهضة.
والكتاب يضم بين دفتيه باقة من رواد وأعلام ومفكري مدينة تطوان، وهو حافل بعدد ضخم من رجالاتها الذين حملوا لواء العلم والفكر والثقافة بها، حيث أن لكل من هؤلاء مكانته ودوره في عالم الفكر ومجال الثقافة. وهو إبحار ثقافي في بحار الفكر والعلم، عبر أسماء هؤلاء الرجال، لما تزخر به من عطاءات فكرية وثقافية مختلفة ومتنوعة الأغراض والمواضع، ومن إنتاجات بنات أفكارهم في شتى الميادين الفكرية.
والميزة الحسنة في هذا الكتاب أن المؤلفين الأستاذين بيريش والمسري، وهما معروفان في الساحة الثقافية بالكتابة الغزيرة والتنوع في المواضع، قد وضعا بين يدي الباحثين والمهتمين بتاريخ ومفكري مدينة تطوان عملا جديدا في مجال التراجم والسير، يسهل عليهم بواسطته البحث والاطلاع على ما يقصدون، رغم ما لقيه المؤلفان من صعوبات جمة، وما بذلاه من جهد جهيد، من أجل الحصول على المعلومات اللازمة.
وقد أجاد الكاتبان في اختيار رجال من تطوان للتعريف بهم، إما لولادتهم بمدينة تطوان أو لسبب عملهم بها، أو لسبب الإقامة بها، حتى لا يتركا القراء حائرين يفكرون ويتساءلون في ذهول : شخصيات الكتاب من تكون؟. وهو بالإضافة إلى ذلك وثيقة تاريخية وإضافة فكرية إلى المكتبة المغربية.
