التوصيات
كيف تتكون شخصياتنا: قيادة بالتأكيد، وأمور أخرى…
حسب بعض علماء النفس تتكون شخصياتنا من تفاعل خمس سمات أساسية هم: الحيوية، الانفتاح، الرحمة، العصبية، الضمير الحي. كل البشر يمتلكون هذه السمات الخمسة ولكن بنسب مختلفة، هذه النسب هي ما تجعل كل شخص فريد ومتميز عن غيره بما يسمي (الشخصية). وسوف نتطرق إلى القيادة بعد قليل.
جزء من تكوين شخصية الانسان يولد معه ويورث في جيناته، والجزء الآخر يكتسبه من المجتمع حوله وتشكله الخبرات المكتسبة على مدار حياته. فهل يمكن أن تفسر الشخصية سبب وصول بعض الأشخاص إلى مناصب قيادية بينما لا يصل آخرون؟ في هذا المقال سوف نتطرق إلى إجابة السؤال الأهم: ماذا يفعل القادة!
من هو القائد؟
القائد هو الشخص القادر على توجيه الأفراد وغيرهم نحو تحقيق الأهداف والغايات. يساعد القادة في تحفيز الآخرين، وتقديم التعليمات، وبناء الروح المعنوية، وتحسين بيئة العمل.
صفات القائد الصالح:
- النزاهة
تعد النزاهة ضرورية للفرد والمؤسسة. إنها مهمه خصوصا للمديرين التنفيذيين رفيعي المستوى الذين يرسمون مسار المؤسسة ويتخذون قرارات مهمة أخرى لا حصر لها.
- القدرة على التفويض
غالبا ما يكون من الصعب إسناد المهام المختلفة للآخرين بشكل فعال، لكن شخصية القائد تجيد فعل ذلك بمهاره. الهدف من التفويض ليس فقط تحرير النفس – إنه أيضًا لتسهيل العمل الجماعي، وتوفير الاستقلالية، واتخاذ قرارات أفضل.
- التواصل الفعال
يجيد القائد فنون التواصل مع الآخرين بعدة طرق، كما أنه يجيد فن الحوار والإقناع، وأيضا قادر على الاستماع إلى مجموعة واسعة من الأشخاص والتواصل معهم عبر الأدوار والهويات الاجتماعية والمزيد.
- تحمل المسئولية
يحاسب القادة أنفسهم ويتحملون المسئولية عن أي أخطاء قد تصدر منهم. يدعم القادة ويشجعون الفردية مع الالتزام بالهيكل التنظيمي والقواعد والسياسات الأساسية التي يجب اتباعها.
- الرؤية طويلة المدي
القادة أصحاب نظرة ثاقبه طويلة المدي. يتضح هذا من خلل القدرة على التخطيط للمستقبل وتحقيق أهداف ملموسة وقابلة للقياس. إنهم يفهمون الحاجة إلى التغيير المستمر ومنفتحون على تجربة أساليب جديدة لحل المشكلات أو تحسين العمليات.
- الدافع الذاتي
القادة قادرون على الاستمرار وتحقيق الأهداف على الرغم من النكسات. بالإضافة إلى ذلك، يبذل القادة الجيدون قصارى جهدهم لتجاوز التوقعات وليس مجرد تلبيتها.
- الثقة بالنفس
فهم قادرون على اتخاذ قرارات صعبة والقيادة بسلطة، وطمأنة الآخرين وإلهامهم.
- القائد شخص اجتماعي
القادة عادة ما يكونون قريبين من الناس. إنهم قادرون على تعزيز ثقافة الفريق، وإشراك الآخرين في صنع القرار، وإبداء الاهتمام بكل عضو وتحفيز اعضاء الفريق من خلال جعل كل فرد يشعر بأهميته لنجاح الفريق.
- الاستقرار العاطفي
فهم قادرون على تحمل الإحباط والتوتر وعلى التعامل مع التغيرات في البيئة دون أن يكون لديهم رد فعل عاطفي شديد.
- إبداء الامتنان والاعتراف بالفضل
كونك شاكرا يمكن أن يجعلك قائدا أفضل. يمكن أن يؤدي الامتنان إلى زيادة احترام الذات وتقليل الاكتئاب والقلق وحتى النوم بشكل أفضل.
- سرعة البديهة
وهي القدرة على معرفة ما يجب القيام به عندما لا تعرف ماذا تفعل. يتمتع القادة بمرونة عالية وسرعة بديهة تمكنهم من الرد، التصرف واتخاذ قرارات حاسمة بسرعه وتفوق في ظروف غير مألوفة.
- القدرة على التأثير
وهي القدرة على إقناع الناس من خلال النداءات المنطقية أو العاطفية أو التعاونية.
- التعاطف
يرتبط التعاطف مع الأداء الوظيفي وهو جزء مهم من الذكاء العاطفي وفعالية القيادة بحق. يجيد القادة التعاطف والاندماج في الأحداث والاعمال المختلفة مما يحسن ظروف مكان العمل لمن حولهم
- الشجاعة
وهي مهارة أساسية للقادة الجيدين. بدلاً من تجنب المشاكل أو السماح للصراعات بالتفاقم، تمكّن الشجاعة القادة من تصعيد الأمور وتحريكها في الاتجاه الصحيح. وتحويل مكان العمل ليتمتع بمستويات عالية من الأمان النفسي والقوي.
- الاحترام
تعتبر معاملة الناس باحترام من أهم صفات القائد الناجح. سوف يخفف الاحترام من التوترات والصراعات ويخلق الثقة ويحسن الفعالية.
هل يمكن – اكتساب- الشخصية القيادية؟
يُعتَقد أن القيادة هي مهارة يمكن تطويرها، وأن القادة يتم تشكيلهم من خلال الخبرة والتعلم المستمر والتكيف.
بعبارة أخرى، يمكنك تقوية أي من هذه الخصائص إذا كنت تسعي لتنمية ذاتك وبذلت الوقت والجهد نحو تحسين صفاتك وقدراتك. تذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم
إِنَّما العلمُ بِالتَّعَلُّمِ، وإِنَّما الحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، ومَنْ يَتَحَرَّ الخَيْرَ يُعْطَهُ، ومَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ – صححه الألباني.
تذكر أن القيادة لا تتعلق بالفرد القوي أو الكاريزمي بقدر ما تتعلق بمجموعة من الأشخاص يعملون معًا لتحقيق النتائج المرجوة. لهذا السبب توصف القيادة بأنها- رحلة – سوف تتطلب منك فرق ومشاريع ومواقف ومؤسسات مختلفة لتطبيق هذه المهارات بطرق مختلفة.