عقارات

حول كتاب : مذكرات صحافي وثلاثة ملوك.

كتاب " مذكرات صحافي وثلاثة ملوك "، للكاتب والصحافي الأستاذ مصطفى العلوي، قيدوم الصحافيين.

بقلم عبد القادر الغزاوي كاتب وباحث من المغرب
في ثلاثة مائة وعشرين صفحة، صدر حديثا، عن منشورات أخبار اليوم كتاب ” مذكرات صحافي وثلاثة ملوك “، للكاتب والصحافي الأستاذ مصطفى العلوي، قيدوم الصحافيين، في طبعة أنيقة وجميلة وجيدة من حيث الشكل والمضمون.

الكتاب وليد حلقات صحافية، يضم بين دفتيه تقديما، وفصلا تمهيديا، وأربعة عشرة فصلا وخاتمة، ويحتوي على مجموعة من الوثائق التاريخية، والصور النادرة للكاتب مع بعض الشخصيات والرفاق في مختلف الأزمنة والأمكنة، سجل فيه تجربته الصحافية في شكل مذكرات، تؤثتها الأحداث والوقائع والتجارب والمعاناة، وترفع اللثام عنها، والتي يقول عنها في الصفحة رقم 9 : (مسطرا فيها العبر التي استخلصتها من حياتي، ومن تجاربي، ومن معاناتي ومقاساتي ). هذه التجربة التي بدأت في سن مبكرة لدى الكاتب، كما يقول:(ومن خلال تجربتي الشخصية التي ابتدأت وأنا طفل صغير). الصفحة رقم 31.
الأستاذ مصطفى العلوي مقدوره أن يكون صحافيا منذ نشأته، حيث تربى وترعرع بين أحضان الصحافة التي أخذت منه حياته وحريته، فأحبها بكل صدق وإخلاص، ووهبها كل طاقاته وصحته ، فغيرت مساره وشغلت عقله، وملأت قلبه. قل للصحافة ماذا فعلت بصحافي متمرد ، قد انخرط في مهنة المتاعب، بإخلاص وأمانة وجرأة، وتمرد على كل ما لايتفق وقناعاته الشخصية، ومبادئ وأخلاق المهنة، فجرت عليه المتاعب والمحن، كان همه منذ بدايته الصحافية البحث عن (الحقيقة الضائعة)، فكان يجد أمامه (التعليقة الرائعة )، حيث اعتقل وسجن وعذب، وزار عدة أماكن الاعتقال، وقدمت له باقات من فنون الإهانة وأشكال التعذيب، يقول في الصفحة رقم 9 :(أنا الذي قطعت أوصال قدمي من هول التعذيب، الذي أسال الدمع من عيوني، والدم من أقدامي ، في دار المقري، لا من أجل انقلاب دبرته، ولا سلاح حملته، وإنما من أجل مقال كتبته).
فالكتاب يعتبر وثيقة تاريخية تؤرخ لأحداث ووقائع من تاريخ المغرب المعاصر، على عهد ثلاثة ملوك، في أسلوب بسيط جميل وسهل . صادرة عن صحافي متمرس ، هذا الصحافي الذي تعرف مهنة المتاعب جراته، ويعرفه القلم والورق والحبر. هذا الصحافي الذي لا يجهله أحد، فهو أشهر من نار على علم، وله علاقات بمختلف طبقات المجتمع، فقضى أياما بنهارها ولياليها بين القلم والورق وهو ثالثهما، يسجل ويكتب وينشر، ( لأن الكتابة نوع من الوحي المنطلق من الأعماق ، ومن الشعور الذي يضخ نبضات القلب في ما تسطره اليد )، – الصفحة رقم 10-، بدون محاباة ولا مجاملات ولا تملق، وأصدر مجموعات من الصحف والمجلات بأمانة وصدق وإخلاص، بالإضافة إلى العديد من الكتب، فجنى على نفسه وعليها، وكانت المحاين له بالمرصاد، تتجلى في الاعتقال والسجن للكاتب، والحجز والمنع والتوقيف لصحفه . ورغم ذلك أصبحت مهنة الصحافة عنده هي قضيته، وسلاحه القلم والورق وما يسطرون.
وقراءة هذه المذكرات سيجد بها القارئ، حياة الكاتب حافلة بالمتغيرات والأحداث، وحسب ما جاء على لسانه في الصفحة رقم : 10 ( سيجد بها كشفا بما عرفته عبر هذه الأحداث الواقعة، من حضور في حرب جيش التحرير في إيفني وأيت با عمران، واشتباكات لجيش التحرير في الريف، ومشاركة في حرب الفيتنام، وحضور في العبور المصري، والجولان السوري، واعتقال في دار المقري التي أعتبر أنها أبشع من تازمامارت وليال في الكوميساريات والسجون والمحاكمات لم يسبق لها نظير). وسيجد كذلك القارئ بها ذكر شخصيات تاريخية وسياسية وأدبية وفنية، (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر) الآية رقم 23 من سورة الأحزاب، وكانت لها بصمة في حياة الكاتب المهنية الإدارية والصحافية، وأنه حسب ما جاء على لسانه في الصفحة رقم 317 اعتمد على ذاكرته وأرشيفه الشخصي، حيث يقول: (أنني سردت الكثير مما اختزنته ذاكرتي وأرشيفي الشخصي). وعند قراءتها سيجد بها القارئ كذلك متعة ثقافية، ومعلومات تاريخية، موثقة بصدق وأمانة .

 

 

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Check Also

Close
Close