القيادة & إدارة الأعمالثقافةعقلية ناجحةنجوم و مشاهير

سيف الله المسلول

من منا لا يعرف الصحابي الكريم والقائد الفذ خالد بن الوليد الذي لقبه الرسول الكريم بسيف الله المسلول .

فقد اشتهر بحسن تخطيطه العسكري وبراعته في قيادة جيوش المسلمين في حروب الردة وفتح العراق والشام، في عهد خليفتي الرسول أبي بكر وعمر وهذا الصحابي الكريم قائد باسل لم يهزم بمعركة قط طوال حياته .

كان يواجه جيوشا اكثر من جيشه عدداً وعدة مثل جيوش الإمبراطورية الرومية والبيزنطية والإمبراطورية الساسانية الفارسية وحلفائهم.

لكي ندرس عقلية خالد الناجحة وعبقريته في الحروب المختلفة نأخذ بعض اللمحات من كتاب فن الحرب لصن تزو القائد العسكري الحكيم في الصين  وبهذا الكتاب نجد اهم صفات القائد الناجح ونقارنها بشخصية خالد بن الوليد القائد المسلم الذي كان لمهارته العسكرية وخبراته الحربية الأثر في نصر المسلمين بمعارك حاسمة وهامة.

يقول صن تزو بان التكتيكات لا تنضب أبداً وان مزيج الألوان السبعة ينتج ما لا حصر له من الألوان وان قواعد الحرب هي الابتكار والفن والتجديد وهو ما نجده بشخصية خالد بن الوليد ما بين انسحابه التكتيكي المبتكر في مؤته ،و عبوره لخنادق الفرس ،و ترتيب جيشه لفيالق في مواجهة الروم تعددت الابتكارات بما يخص ذلك الشأن .

ويقول صن تزو بان المقاتل الباسل هو الصابر في قراره الرهيب في هجومه وهذه السمات موجودة عند خالد بن الوليد الذي كان يدرس قرارته وحساباته ويجمع المعلومات قبل خوض المعارك وهو كالأسد في مواجهة اعدائه يعلم نقاط ضعفهم ونقاط قوتهم وينقض عليهم فلا يملك اعدائه اَي فرصة للنجاة وهو يدرك أخطائه ويحاول تجنبها فقد ادرك خطأ الرماة المسلمين حين نزل الرماة عن اماكنهم وخالفوا امر رسول الله وغرهم ملامح الانتصار الذي لاح بالأفق بغزوة أحد .

وحينها اجتمع خالد وفرسانه من جهة الميسرة للقتال وتغطية الفراغ الذي تركه الرماة وقتها .

كان خالدا لا ينام ولا يترك أحدا ينام فهو الذي هاجم حراس أسوار مدينة دمشق ليلا مستغلا ضعفهم بسبب سكرهم ومستغلا خطأهم حتى تم الفتح بإذن الله .

اعمل على خداع العدو ان كنت لا تريد القتال واعرف متى تقاتل وهذا الكلام ينطبق حرفيا على القائد خالد بن الوليد في غزوة مؤتة ومعه ٣ الاف مسلمين مقابل ٢٠٠ الف من الروم  .

فقام خالد بالتالي :  بدل  الميمينة  ميسرة و الميسرة ميمنة ، و جعل  مؤخرة الجيش  تثير الغبار الكثيف بخيلها و رجالها ، ثم  اخذ قسما من جيشه قسمه جماعات ….و امرها ان  تبتعد عن مكان المعركة ، ثم تنضم الى المعركة مجموعة تلو الاخرى من مكان اثارة الغبار خلف الجيش مهللة مكبرة، فيكبر الجيش كله معها.

و تعلو صيحة الله اكبر مزلزلة قلوب العدو  ….و فعلا انطلت الخدعة على الروم ، غبار  و  جماعات تتلو جماعات و تكبير ثم الانسحاب التكتيكي حتى ظن الروم انه فخ وان المسلمين يريدوا من الروم ان يلاحقوهم كي يوقعوهم بالفخ ولكنه انسحاب تكتيكي من قائد باسل ذو عقلية فذة .

تتعدد الصفات بكتاب صن تزو مثل سر بقوة وألقي الرعب بالخصوم واهمية الروح المعنوية والخداع والتكتيك والبراعة وحب الموت ومهارة القائد وغيرها وكلها صفات تنطبق على خالد بن الوليد في معاركه وحروبه المتعددة والتي كتب الله له فيها وللمسلمين النصر ….

من هنا نقول بان الله يحب من يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص وان الفئة القليلة الصابرة ينصرها الله العظيم ويمدها بملائكة وجنود لا يروها وكان خالدا يقوم بكل ذلك يجاهد ويقاتل ويخدع ويتكتك ويصبر ويرجو نصر الله حتى ينصره ليبقى الاسلام خالدا منصورا بفضل الله بخالد ٍولتبقى كلمة الله هي العليا .

©️ مجلة نجاح germany-afrika-tv.com . كل الحقوق محفوظة.

المصدر: النص: afripamediaservice.com / germany-afrika-tv.com/
الصور: pixabay

Tags

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Close