التوصيات
الفرق بين القائد والمدير في تنظيم الأعمال المؤسسية
المؤسسة هي الصورة الأكبر والأشمل للشركة. عندما يبدأ رجل أعمال ما في عمل دراسة جدوى لإنشاء شركة صغيرة؛ إذا كانت لتلك الشركة رؤية وأهداف ذات تأثير مجتمعي معين، فإنها مؤسسة. وعندما تأتي كلمة “مؤسسة” إلى الأذهان، مباشرة ما يتم ذكر كلمة “مؤسس”، وهذا مربط فرس موضوع اليوم. هل الفرق بين القائد والمدير ملحوظ فعلًا؟ وما الهيئة التنظيمية التي يجب أن يكون عليها المؤسس في النهاية بهدف إنماء شركته من جهة، وموظفيه من جهة أخرى؟
الفرق بين القائد والمدير تنظيميًّا وإنسانيًّا
الأوامر والتعليم
الفرق بين القائد والمدير أول ما يقال بخصوصه هو كيفية تعامل كل منهما مع مفهوم “الأمر” في بيئة العمل.
لنفترض أننا في شركة دعاية وإعلان، وطلب العميل تنفيذ مشروعه بشكلٍ مختلف عن المتفق عليه، وكان العقد يتيح له ذلك، لكن فريق العمل غير قادر على فهم التعديل جيدًا بعد تقديم ملخص – Brief بخصوصه.
هنا يعتمد المدير على أمر الفريق بفهم التعديل وحدهم دون أدنى تدخل منه، فحسب وجهة نظره: “هذا ما يتقاضون أجرًا عليه”. لكن من الناحية الأخرى، يتدخل القائد ويعمل على تكسير ملخص العميل إلى أجزاء صغيرة، بل ويعمل على شرحه بنفسه للفريق؛ مما يسهل تنفيذه في أرض الواقع، وكسب رضا العميل في النهاية.
الإجازات والعطلات الفجائية
الفرق بين القائد والمدير لا يقتصر على التعليم والشرح فقط، بل أيضًا طريقة تعامل كل منهما مع إجازات وعطلات الموظفين.
المدير في العادة ما يرفض العطلة إذا كانت على حساب الشركة تارة، أو على حساب الموظف – لكن غير قوية السبب – تارة أخرى. بينما يدقق القائد في الأمر جيدًا، ويدرس الشخص الماثل أمامه بعينه وقلبه قبل أن يوقع على أي شيء، وفي الغالب ما يُعمِل الجانب الإنساني له في العطلات، وهذا لكونه اختار الموظف في الأساس بعينٍ فاحصة، فبالتالي إجازاته لن تأتي إلا في ظل ظروفٍ قهرية فعلًا.
الآراء المقترحة للتحسين
في الاجتماعات، دائمًا يخرج معظم الموظفين باقتراحات جديدة لتطوير الشركة أو لتحسين منتج ما، وهنا يظهر الفرق بين القائد والمدير مرة أخرى.
المدير عمليّ النزعة، يهتم بالحاضر المعيش فقط، لأنه الذي يجلب النجاح المضمون. وهذا بالطبع على عكس القائد الذي يكون صاحب نظرة مستقبلية بعض الشيء، ويهتم بما هو آتٍ بعد شهور أكثر بما هو آتٍ بعد يوم واحد فقط.
نتيجة لذلك؛ يهتم القائد بالمقترحات المحتمل لها إنماء الشركة مستقبلًا، على عكس المدير. وأفضل مثال على ذلك هو السيد جيف بيزوس، مؤسس شركة أمازون الشهيرة للشحن حول العالم، والذي تركها حاليًّا للاهتمام بحياته. فما الذي قاله ليستحق لقب القائد بدلًا من المدير؟
في أحد اللقاءات قال أنه ينام جيدًا أن ساعات النوم الكثيرة تنتج عنها قرارات تنظيمية حكيمة. حيث أردف نصًا: ” الآن، أنا أعمل على ربع العام – Quarter الذي ستُثمر قراراته في عام 2021″، وهذا في اللقاء الذي تم عقده في 2018؛ أي يخطط لخمس سنوات في المستقبل.
بالطبع قراراته لا تكون له وحده، بل يستشير مسؤولي الأقسام، والذين بدورهم يستشيرون الموظفين في اجتماعات دورية؛ كخلية نحل لا تفتر عزيمتها.
الشعور بالنجاح الشخصي
المدير يريد لشركته أن تنجح، لكن القائد يريد لموظفه أن ينجح.
شعور الموظف بالنجاح في شيءٍ ما – عبر التشجيع والعلاوات وذكر اسمه في شكرٍ خاص على الميديا – ينعكس على الشركة بالنجاح بدون شك، وهذا ما يهتم به القائد. إما إذا نجحت الشركة – مجرد اسم تجاري في السوق – هذا لن يُشعر الموظف بالنجاح أبدًا، وبالتدريج يبدأ في الانسحاب وترك العمل؛ لعدم شعوره بالقيمة الفردية في ظل كيان مؤسسي عملاق لا يهتم به من الأساس، وللأسف هذا ما يعاني منه المدير: “إنهم لا يبقون بالرغم من الرواتب العالية!”.
الملخص المفيد
القائد هو الشخص الذي يشحذ همة الموظف، ينير بصيرته، ويؤجج طاقة الإبداع بداخله. بينما المدير هو الشخص الذي يهتم بالشركة أكثر من الموظف، ويحقق النجاح المالي المؤقت للشركة، على حساب النجاح الاجتماعي المستمر للموظف.